١٦٦٨ سافر من بغداد لزيارة الاراضي المقدسة ، وبعد ان قضى فترة في حلب ابحر من الاسكندرونة الى البندقية ، وتوغل في ايطاليا وفرنسة والبرتغال وجزيرة صقلية ثم عاد الى اسبانيا. عقد خلال اسفاره صلات مع ملوك وامراء كثيرين ، ثم ركب البحر من قادس الى امريكا فمر على جزر الكناري ثم امريكا الجنوبية فساح في اطراف كولومبيا وبناما والبيرو وبوليفيا والارجنتين وشيلي ثم عاد الى ليما في البيرو سنة ١٦٨٠ وما لبث ان سار الى المكسيك ويسميها ينكي دينا (اي العالم الجديد) ، ثم اميركا الوسطى واخيرا قفل راجعا الى اوروبا ، وقابل البابا انوشنسيوس الحادي عشر (١٦٧٦ ـ ١٦٩٨) فانعم عليه بهدية مادية وبألقاب شرفية.
انه بكل حق اول شرقي يذهب الى العالم الجديد.
لم يذكر القس الياس الاسباب التي دعته الى السفر ، ويعتقد ناشر الرحلة ، الاب انطون رباط اليسوعي «انه ذهب ليجمع حسنات المسيحيين لفائدة اهل جلدته» ، وهذا ما يردده كرانشكوفسكي (تاريخ الادب الجغرافي العربي ص ٧٠٢) او «في مهمة خاصة من المحتمل انه قصد عدم الاشارة اليها» (المرجع نفسه) ، واعتقد ان الرجل كان من محبي الاطلاع ومن جوّابي الافاق ، لان تاريخ الكنيسة التي انتمى اليها لم يذكر له شيئا من الميراث او الاعمال الخالدة.
ان رحلة القس الياس جرى نشرها بعنوان «رحلة اول شرقي الى امريكا) في مجلة المشرق ٨ (١٩٠٥) ثم اعاد ناشرها الاب انطون رباط اليسوعي طبعها في كتاب مستقل في المطبعة الكاثوليكية للاباء اليسوعيين في بيروت (١٩٠٦). وجاء ذكره في ذخيرة الاذهان ٢ / ٣٥٨ ـ ٣٦٠ وبحث في نسبه ورحلته يعقوب سركيس في مجلة لغة العرب اولا ٩ / ١٩٣١) ص ٤٤٧ في كتابه مباحث عراقية ١ / ٣٣١ وقال سركيس ان رحلته بدأت سنة ١٦٥٩ والاصح ١٦٥٨ ، طالع ايضا كرانشكوفسكي : تاريخ الادب الجغرافي العربي ٢ / ٧٠١ ـ ٧٠٥.
وقد اعادت السيدة ابتهاج عمر طاهر الراضي نشر هذه الرحلة في مجلة