عنده ، فاضطهدهم ووضع يده على ديرهم ، وهدم بيعتهم ، واقام مكانها مسجدا ، ثم كبلهم بالحديد واوقفهم «امرهم بالاقامة الجبرية» في بيت احد المسيحيين ومنعهم من الخروج ، فعاشوا فترة من الزمن حياة تعيسة ، وقاسوا الامرين ، لكن «الباشا» بعد ان بحث عن الحقيقة ، ظهرت له براءتهم وبانت نقاوة سيرتهم ، فاشترى بيتا جديدا ، احسن من السابق ، وجعل من الطابق الارضي معبدا وسلمهم اياه ، فعادوا الى البيت فرحين.
ولما كانت بغداد مركزا لاتباع نسطور (١) ، فلا بد من ان انوه عنهم بكلمة (٢) ... ولا يزال اتباعه الى يومنا هذا ، ولو ان عددهم ليس كبيرا في هذه المدينة ، لكنهم كثيرون في اطراف الموصل ، اذ يبلغ عددهم هناك نحو اربعين الف ...
ان الاكليروس والعلمانيين الانقياء يتناولون القربان بايديهم ، ويشربون من الكأس ايضا ، اما سائر المؤمنين ، فانهم يتناولون القربان من يد القسيس ، بعد ان يبلل الخبز بالخمر ...
ينتخبون اساقفتهم وبطاركتهم من بين الرهبان فقط ، ويقوم البطريرك على اثر تعيينه من قبل سلفه بشرط ان يكون قد امتنع كليا عن اكل اللحم.
يعتبرون انفسهم كاثوليك فيطلقون هذه الكنية عليهم ، ويلقبون أنفسهم بالبابليين ، ويقولون بانهم يؤمنون بكل ما علمه الحواريون. يعيشون في جهل مطبق ...
لهم بطريرك يقيم في القوش Alcus بالقرب من الموصل ...
زارنا كثيرون من اتباع الوالي وعبيدة (بينهم عدد كبير من اصل نصراني) فواحد من مالطة ، والاخر من باليرمو والثالث من سيراكوزه (ايطالية) او من اسبانيا وفرنسا ... واظهروا لطفا كبيرا نحونا ...
__________________
(١) هو بطريرك القسطنطينية (٤٢٨ ـ ٤٣٠) له مذهب ديني خاص لا يوافقه الكاثوليك عليه.
(٢) يذكر المؤلف شيئا عن حياة نسطور وبعض تعاليمه الايمانية التي لا حاجة بنا اليها.