المعروف بالالقوشي Elceseo بقصد زيارة البطريرك ابن عمه (١) ، نظرا الى ان البطريرك السابق ، وهو عمه ، كان قد انتقل الى جوار ربه قبل مدة قصيرة (٢) ، بعد ان طعن في السن ، ومات وهو على ضلاله ، وان كان القس الياس بعد رجوعه من روما قد اقنعه بغلطه وحرضه على الخضوع للحبر الاعظم ، لكن تحريضه كان بلا جدوى ، فقد كان البطريرك يخاف من ان يتهم بانه افرنجي. وكان عمر البطريرك الجديد (٣) ، ابن اخي البطريرك المتوفى ، اربعة عشر عاما ، وقد رسم قبل سنة اسقفا ، وفي السنة السابقة لهذه كان قد سيم قسيسا ، بعد ان امضى سنتين كراهب من اتباع القديس باسيلوس (٤). فهكذا يكون مجرى الامور ، حيثما تقلد المراتب الكنسية بالوراثة في اسرة واحدة (٥) ، او حيث تشوب الايمان القويم شوائب فتعكر صفاءه.
وكان اخو القس الياس ، واسمه عبد الله ، يامل بان زيارتي للبطريرك ابن عمه ، قد تحركه على تقديم الطاعة للجد الاعظم (٦) لكن وقتي كان محدودا
__________________
(١) البطريرك الجديد هو ايليا يوحنا مروجين ، انتخب سنة ١٦٦٠ ومات في ١٧ ايار ١٧٠٠ (عواد : اثر قديم ص ٣٩ ، تيسران ـ الصائب : خلاصة تاريخية ص ١٤٧).
(٢) توفى البطريرك السابق في ١٨ حزيران ١٦٦٠.
(٣) راجع الملحق رقم (١٧).
* هذا وهم من المؤلف فالرهبان الكلدان كانوا يعيشون على طريقة او قوانين القديس انطونيوس.
(٤) نصت قوانين الكنيسة الشرقية (النسطورية) منذ اقدم الازمنة على ان يقوم البطاركة بعد انتخاب قانوني (شابو : السهندوسات الشرقية ص ٣٦١ و ٣٦٥ و ٤٢٠ و ٥٥٤ و ٦٠٦ ـ ٦٠٧) وحدث في عصور الانحلال ان انتخب البطريرك طيماتاوس الثاني بالباصيدي في منتصف القرن الخامس عشر فسن قانونا حصر بموجبه المنصب البطريركي في عشيرته ، وهو اول من عين خلفا له من ذوي قرابته وأسامة رئيس اساقفة لكي يخلفه بعد موته ، وقد سار على هذا المنوال خلفاؤه من بعده (ذخيرة الاذهان ٢ / ٨٣).
(٥) انظر الملحق رقم (١٨).