وفي هذه الاثناء تدهورت حالة الاب جيوفاني تاديبو الصحية ، ورأيته عاجزا عن السفر ، فنصحته بالبقاء مع احد رفاق السفر في بيت سليمان للمعالجة ، واعطيته كمية كافية من المال ، على امل تحسن حالته ، فيتبعني من ثم الى الهند لكنه الح على السفر معنا.
في العاشر من تشرين الاول (١٦٦٠) ركبنا الرمث ، وكان محملا بالكبريت ومكتظا بالمسافرين.
فلم يكن بالامكان ان نجد مكانا للاستلقاء عليه او البسط الفراش فوقه ، قبل سفرنا قدم الشاهبندر وهو موظف الكمرك ، الى الموضع الذي كان فيه الكلك ، فاوقفنا ليفتش الامتعة ، وكان يود الرجل ان ياخذ اكبر كمية من المال فوضع مختلف العراقيل ، وفي الاخير ارتضى بالقليل وتركنا لشأننا.
تحرك الرمث ، وبعث ثلاث ساعات من السير مع تيار النهر ، مر الكلك بمنطقة حجرية فكاد ان يغرق ، فاضطررنا جميعنا إلى النزول الى الماء لنخلص ، وبعد محاولات شتى ومشاق كبيرة عاد الكلك الى فوق الماء ، واخذ يجري بسرعة جنونية مع التيار ، وبالكاد استطعنا اللحاق به والصعود عليه.
وكانت بعض الزقاق قد تمزقت نتيجة لذلك الارتطام فاخذ الكلك يغطس ثانية خاصة حيث كان الماء عميقا ، وبدأ الماء يتسرب الى الاغراض حتى وصل الى وسط اجسامنا ، فملأ الخوف قلوبنا ، وبدأنا نصرخ يا يسوع ويا مريم ، وكان الاخرون يصرخون يا الله ويا محمد ، وفي هذه الاثناء دفعنا التيار قريبا من حافة النهر ، وبالرغم من كوننا لا نزال في وسط الماء ، فقد قفزنا للحال الى اليابسة ، ونشرنا ألبستنا تحت الشمس وعرضنا امتعتنا للهواء لتنشف ، اما الزاد فقد تلف. وكان لنا شيء من الخمر في قنينة ، نظرا الى ان الخمر تفيد للتطبيب لا للسكر ، فعثر احدهم على القنينة ، فاخذها للحال وعرضها على الجميع قائلا : انظروا هوذا سبب هلاكنا ، انه ذنب الافرنج ، ورمى القنينة على صخرة فحطمها.
ارسل الكلاك في طلب قرب جديدة من الموصل ، فاصلح من شأن الرمث ، وهكذا اكملنا سفرنا.