رأيت ذا الرّمّة بسوق المربد ، وقد عارضه رجل يهزأ به ، فقال له : يا أعرابي ، أتشهد بما لم تر؟ قال : نعم ، قال : بما ذا؟ قال : اشهد أن أباك ناك أمّك.
في نسخة ما أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا عبد الوهّاب بن علي ، أنبأنا علي ابن عبد العزيز قال : قرئ على أبي بكر الختّلي ، أنبأنا الفضل بن الحباب ، حدّثنا محمّد بن سلّام (١) قال :
وكان أبو عمرو بن العلاء يقول لنا :
شعره ـ يعني ذا الرّمّة ـ نقط عروس ، تضمحلّ عن قليل ، وأبعار ظباء لها مشمّ في أول شمّها ، ثم تعود إلى أرواح البعر.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو منصور بن العطار ، قالا : أنبأنا أبو طاهر المخلّص ، أنبأنا أبو محمّد عبيد الله بن عبد الرّحمن ، حدّثنا أبو يعلى المنقري ، حدّثنا الأصمعي ، عن يونس بن حبيب قال رؤبة بن العجّاج لبلال (٢) :
علام يعطي ذا الرّمّة؟ فو الله ما يمدحك إلّا بمقطّعاتنا هذه ، يعمد إليها فيوصلها ثم يمدحك بها ، فقال بلال : والله لو لم أعطه إلّا على تأليفها لأعطيته (٣).
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن سهل ، وأبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد البيهقي في كتابيهما.
ح وحدّثنا أبو الحسن المرادي عنهما ، قالا : أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثني أبو محمّد جعفر بن محمّد بن الحارث.
ح قال : وأنبأنا أبو عبد الرّحمن السّلمي ، حدّثنا جعفر المراغي قال : سمعت أبا يحيى زكريا بن محمّد النيسابوري بمصر يقول : سمعت الربيع بن سليمان يقول : سمعت الشافعي يقول : شعر ذي الرّمّة بعر غزال ونقط عروس.
أخبرنا أبو القاسم ـ فيما أرى ـ أنبأنا أبو محمّد عبد الوهّاب بن علي ، أنبأنا علي بن عبد
__________________
(١) الخبر في طبقات الشعراء لابن سلام الجمحي ص ١٦٩ وعن ابن سلام في الأغاني ١٨ / ١٤.
(٢) يعني بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري.
(٣) رواه الأصفهاني في الأغاني من طريق الجوهري عن ابن شبرمة عن يحيى بن نجيم ، وزاد في آخره : وأمر له بعشرة آلاف درهم.