حاجة لي به ، قلنا : أصلحك الله ، نسمع منه ونسمع منك ، قال : فائتوني به إن شئتم ، وغدا يوم السبت وحضر الناس معه ، فقصّ ثلاث مرات ، فلما فرغ زحف إليه غيلان فقال : السلام عليك يا أبا حمزة ، قال : وعليك يا أبا مروان.
قرأنا على أبي غالب وأبي عبد الله ابني البنّا ، عن أبي الحسن محمّد بن محمّد بن مخلد ، أنبأنا علي بن محمّد بن خزفة ، أنبأنا محمّد بن الحسين ، حدّثنا ابن أبي خيثمة ، حدّثنا موسى بن إسماعيل ، حدّثنا سعد أبو عاصم قال :
حجّ هشام بن عبد الملك وهو خليفة سنة ست ومائة ، فصار في سنة سبع ومائة في المحرم بالمدينة ومعه غيلان يفتي الناس ويحدّثهم ، وكان محمّد يجيء كلّ جمعة من قريته على ميلين من المدينة فلا يكلم أحدا من الناس حتى يصلّي العصر ، فإذا صلى غدا إليه الناس يوم السبت يحدّثهم ويقصّ ، فإذا فرغ جلس مجلسه وقام من قام قالوا : يا أبا حمزة جاءنا رجل يشككنا في ديننا فنأتيك به؟ قال : لا حاجة لي به ، ثم ذكر حديثا قال : فاتفقا ، فقال محمّد بن كعب : لا يكون كلام حتى يكون يشهد ، قال : فأيهما أحبّ إليك تبدأ أو أبدأ؟ فقال غيلان : أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنّ محمّدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون ، من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له ، قال : أتشهد بهذا أنه حقّ من قلبك لا يخالف قلبك لسانك منك؟ قال : نعم ، قال : حسبي ، قال : إنّ القرآن ينسخ بعضه بعضا ، قال : لا حاجة لي في كلامك ، إمّا أن تقوم عني ، وإمّا أن أقوم عنك ، فقام غيلان ، قال : أبيت إلّا صمتا ، فقال محمّد بعد ما قام غيلان : قد كنت أغبط رجالا بالقرآن بلغني أنهم تحوّلوا عن حالهم التي كانوا عليها ، فإن أنكرتموني لا تجالسوني لا تضلوا كما ضللت.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو طالب بن غيلان ، أنبأنا أبو بكر الشافعي ، حدّثنا عبد الله بن أبي الدنيا ، حدّثنا إسماعيل بن أبي الحارث ، حدّثنا كثير بن هشام ، حدّثنا عبد الله بن زياد قال :
قال غيلان لربيعة بن عبد الرّحمن : أنشدك الله ، أترى الله يحبّ أن يعصى؟ فقال ربيعة : أنشدك الله أترى الله يعصى قسرا؟ فكأن ربيعة ألقم غيلان حجرا.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون ، أنبأنا محمّد بن علي الواسطي ، أنبأنا محمّد بن أحمد البابسيري ، أنبأنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان ، أنبأنا أبي.