فذكر الحديث ، لم يزد عليه.
أخبرناه بتمامه أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنبأنا أبو حامد الأزهري ، أنبأنا أبو سعيد محمّد ابن عبد الله بن حمدون ، أنبأنا أبو حامد بن الشّرقي ، حدّثنا محمّد بن يحيى الذهلي ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن جعفر الجعفري ، حدّثني عبد الله بن سلمة الربعي ، عن محمّد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، عن ابن عبّاس قال (١) :
بعث إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فروة بن عامر الجذامي بإسلامه ، وأهدى له بغلة بيضاء ، وكان فروة عاملا لقيصر ملك الروم على من يليه من العرب ، وكان منزله عمّان وما حولها ، فلما بلغ الروم ذلك من أمره حبسوه ، فقال في محبسه :
لا تكحلنّ العين بعدي إثمدا |
|
سلمى ولا تدننّ للايمان (٢) |
ولقد علمت أبا كبيشة أنّني |
|
وسط الأعزّة لا يحسّ لساني |
فلئن هلكت لتفقدنّ أخاكم |
|
ولئن أصبت لتعرفنّ مكاني |
ولقد عرفت بكلّ ما جمع الفتى |
|
من رأيه ، وبنجدة وبيان |
قال : فلما أجمعوا على صلبه على ماء يقال له عفرى (٣) من فلسطين ، فلمّا رفع على خشبة قال :
ألا هل أتى سلمى بأنّ حليلها |
|
على ماء عفرى فوق إحدى الرّواحل |
على ناقة لم يضرب الفحل أمّها |
|
مشذّبة أطرافها بالمناجل |
فقال :
بلّغ سراة المسلمين بأنّني (٤) |
|
سلم لربي أعظمي ومقامي |
رواه غيره فقال : لا يحسن بشاني.
__________________
(١) الخبر والشعر في سيرة ابن هشام ٤ / ٢٣٧ ـ ٢٣٨ وأسد الغابة ٤ / ٥٧ والإصابة ٣ / ٢١٣ مختصرا فيهما.
(٢) في سيرة ابن هشام : للاتيان.
(٣) عفري بكسر العين المهملة وسكون الفاء والقصر ، ماء بناحية فلسطين (معجم البلدان).
وضبطت في سيرة ابن هشام : عفراء ، تبعا لشرح المواهب للزرقاني ، وعفراء كما في معجم البلدان حصن قرب البيت المقدس في فلسطين.
(٤) بالأصل وت : «أنني» والمثبت «بأنني» عن أسد الغابة وسيرة ابن هشام.