البندار ، وأبو منصور بن عبد العزيز قالا : أنبأنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان الغضاري ، أنبأنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير الخوّاص ، حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن مسروق ، حدّثني أحمد بن يحيى بن داود الكاتب ، حدّثنا العمري حفص بن عمر ، عن الهيثم ، عن ابن عيّاش الهمداني عن أبي علاقة ، عن أبيه أو غيره قال :
حضرت الفضل بن العبّاس في سفره إلى الشام ، فكان يطعم طعامه ويأمر فيتصدّق بفضلته ، وإذا سار تعجل على فرسه حتى يسبق ثقله ورفقاءه ، ثم لا يزال يصلّي حتى يلحقوا به ، وهو مطوّل لفرسه ، وفرسه ترعى وعنانه في يده وكان يجدّد الوضوء لكلّ صلاة مكتوبة ، وينام من أوّل الليل ، ثم يقوم فيصلّي إلى وقت الرحيل ، وإذا مرّ بركب من المسلمين سلّم عليهم ، فأتاه مولى له وقد نال الناس الطاعون فقال : بأبي أنت وأمي لو انتقلت إلى مكان كذا وكذا ، فقال : والله ما أخاف أن أسبق أجلي ، ولا أحاذر أن يغلط بي ، وإنّ ملك الموت لبصير بأهل كلّ بلد.
قال : وحدّثنا أحمد بن داود ، حدّثنا أبو حفص الشامي ، عن أبي الزبير الدمشقي ، حدّثني أبي قال :
نفق فرس لرجل مع الفضل بن العبّاس في رفقته ، فأعطاه فرسا كان يجنب له ، فعاتبه بعض المتنصحين إليه فقال : أبتبخيلي تتنصح إلي؟ انه كفى لؤما أن نمنع الفضل ونترك المواساة (١) ، والله ما رأيت الله حمد في كتابه إلّا المؤثرين على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.
أخبرنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد ، أنبأنا أبو طاهر بن محمود ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، حدّثنا محمّد بن جعفر ، حدّثنا عبيد الله بن سعد ، حدّثنا عمّي ، عن أبيه ، عن ابن إسحاق قال :
قتل الفضل بن العبّاس في خلافة أبي بكر مع خالد بن الوليد.
فبلغني عن غير ابن إسحاق : أنّ الفضل قتل وهو ابن ثنتين وعشرين.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد ، أنبأنا أبو منصور النهاوندي ، أنبأنا أبو العباس النهاوندي ، أنبأنا أبو القاسم بن الأشقر ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل قال :
__________________
(١) في المختصر : أن يمنع الفضل ، ويترك المواساة.