وسمعت محمّد بن مالك المروزي يقول : نهر عياض الذي على نصف فرسخ من مرو منسوب إلى أبيه.
قال السّلمي : وكان أحد العلماء والزهّاد والفتيان ـ يعني (١) ـ في أول أمره ، ثم قيل إنه سمع ليلة قارئا يقرأ هذه الآية (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ)(٢) فقال : بلى قد آن ، ودخل في التزهّد والعري (٣) ، حدّث عنه سفيان الثوري ، ويقال : إن أصله من أبيورد.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو الفضل المقدسي ، أنبأنا مسعود بن ناصر ، أنبأنا عبد الملك بن الحسن ، أنبأنا أبو نصر البخاري قال (٤) :
فضيل بن عياض بن مسعود أبو علي التميمي ، ولد بسمرقند ، ونشأ بأبيورد ، وكتب الحديث بالكوفة ، وتحوّل إلى مكة فأقام بها حتى مات ، وهو والد علي ، ومحمّد ، وعمر ، سمع منصور بن المعتمر ، يروي عنه القعنبي في التوحيد ، وبموضعين ، مات بمكة في أول المحرم سنة سبع وثمانين ومائة.
قال البخاري : حدّثني أبو الربيع ـ أحسب أبا الربيع هذا صقر بن داود البخاري (٥) ، وكان راوية عن الفضيل بن عياض ، وقال ابن نمير : مات سنة سبع وثمانين ومائة ، ويقال : إن هشام بن عمّار قال : مات يوم عاشوراء.
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي بكر الخطيب قال :
أبو علي فضيل بن عياض بن مسعود الزاهد ، ولد بخراسان بأبيورد ، وسكن مكة إلى أن توفي بها ، وحدّث عن منصور ، والأعمش ، وحصين بن عبد الرّحمن ، روى عنه الحسين بن علي الجعفي ، وأحمد بن يونس ، والحميدي ، ومحمّد بن أبي عمر العدني ، وأحمد بن عبدة الضّبّي ، وعبد الصمد بن يزيد مردويه وغيرهم.
سمعت أبا المظفر بن القشيري يقول (٦) : سمعت أبي يقول : ومنهم أبو علي الفضيل بن
__________________
(١) كذا بالأصل ، وفي ت : «تعى» وفي المختصر : تفتي».
(٢) سورة الحديد ، الآية : ١٦.
(٣) كذا رسمها بالأصل وت بدون إعجام.
(٤) راجع كتاب الجمع بين رجال الصحيحين ٢ / ٤١٤.
(٥) راجع تهذيب الكمال ١٥ / ١٠٦ فقد ذكر المزي في أسماء الرواة عن فضيل : أبو الربيع صقر بن داود البخاري.
(٦) الرسالة القشيرية لعبد الكريم القشيري ص ٤٢٤ رقم ٥٦.