سمعت النّضر بن شميل يقول (١) : سمعت هارون الرشيد يقول : ما رأيت في العلماء أهيب من مالك بن أنس ، ولا أورع من الفضيل بن عياض.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو صالح محمّد بن عيسى الفارضي المروزي ، حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله بن الخصيب ـ ببغداد ـ حدّثنا إبراهيم بن سعيد ، قال :
قال لي المأمون : يا إبراهيم ، قال لي الرشيد : ما رأت عيناي مثل فضيل بن عياض ، قال لي : وقد دخلت عليه : يا أمير المؤمنين ، فرّغ قلبك للحزن والخوف حتى يسكناه ، فيقطعاك عن معاصي الله ويباعداك من النار.
أنبأنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور (٢) ، أنا (٣) منصور بن الحسين ، وأحمد بن محمود ، قالا : أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، حدّثنا عبد الله بن خالد بن رستم ، حدّثنا عبد الله بن عمرو بن محمّد بن يحيى بن خالد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفّان قال : سمعت محمّد بن يحيى بن أبي عمر (٤) يقول : ما رأيت بعد الفضيل أعبد من وكيع.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري فيما أرى ، أنبأنا أبو بكر البيهقي.
ح وقرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو محمد بن زياد ، حدثنا عبد الله بن محمد الاسفرائيني ، قال : سمعت عبد الله بن بشر الطالقاني يقول : سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول (٥) : قال الهيثم بن جميل : [سمعت شريك بن عبد الله](٦) يقول : لم يزل لكلّ قوم حجّة في زمانهم ، وإنّ فضيل بن عياض حجة لأهل زمانه ، قال أحمد : فقام فتى من مجلس الهيثم ، فلمّا توارى قال الهيثم : إن عاش هذا الفتى يكون حجة لأهل زمانه ، قلت لأحمد بن أبي الحواري : من كان الفتى؟ قال : أحمد بن حنبل.
__________________
(١) من طريقه روي في تهذيب الكمال ١٥ / ١٠٩ وسير أعلام النبلاء ٨ / ٤٢٥.
(٢) قارن مع مشيخة ابن عساكر ٧٢ / ب.
(٣) الأصل : «أبا» تصحيف ، والصواب ما أثبت ، وهو الأستاذ أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي بن القاسم بن رواد الكاتب. راجع مشيخة ابن عساكر ٧٢ / ب.
(٤) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٩٦.
(٥) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٥ / ١٠٩ وسير أعلام النبلاء ٨ / ٤٢٥.
(٦) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل ، وبعده صح.