لمعاوية فيضرب قدم أبي شداد فقطعها وضربه أبو شداد فقتله ، وأشرعت إليه الأسنة [فقتل] ، فأخذ الراية عبد الله بن قلع الأحمسي ، فجعل يقاتل ويقول (١) :
لا يبعد الله أبا شداد |
|
حيث أجاب دعوة المنادي |
وشدّ بالسيف على الأعادي |
|
نعم الفتى كان في الطراد (٢) |
وفي طعان الخيل والجلاد |
فلم يزل يقاتل حتى قتل ، فأخذ الراية أخوه عبد الرحمن بن قلع ، فقتل ، ثم أخذها عفيف بن إياس الأحمسي ، فلم تزل بيده حتى تحاجر الناس. قتل](٣) حازم بن أبي حازم الأحمسي أخو قيس بن أبي حازم ، وقتل نعيم بن شهيد (٤) بن الثعلبية فأتى ابن عمه فقيم (٥) بن الحارث إلى معاوية ، وكان مع معاوية فقال : إن هذا القتيل ابن عمي فهبه لي ، فقال : لا تدفنهم فإنهم ليسوا لذلك بأهل ، فو الله ما قدرنا على دفن عثمان إلّا سرا فقال : والله لتأذنن لي في دفنه أو لألحقنهم ولأدعنك ، فقال معاوية : ترى أشياخ العرب لا نواريهم وأنت تسألني دفن ابن عمك! ادفنه إن شئت أو دعه ، فأتاه فدفنه.
__________________
(١) الرجز في وقعة صفّين ص ٢٥٩ وتاريخ الطبري ٣ / ... (ط بيروت).
(٢) بالأصل : الطرادي.
(٣) الزيادة عن وقعة صفّين.
(٤) في وقعة صفّين وتاريخ الطبري : نعيم بن صهيب بن العلية.
(٥) في وقعة صفّين وتاريخ الطبري : نعيم بن الحارث بن علية.