الملأى بكسر الفخار والآجر ، وبعدم وجود أبنية أو صخور منحوتة. لكنه أعترف أن التلال كبيرة جدّا ، وان هناك عدة مجموعات منها تقع كل منها على بعد غير يسير عن الأخرى. ولم تكن هذه الملاحظات لتثنيني عن رغبتي في مشاهدة المكان. ولذلك يمكنك أن تحكمي على مقدار ما أصابني من الكدر حين قال الباشا ، عندما بعث الخادم ليأتيني بالدليل الذي كان سيأخذني لمشاهدة المكان ، بأنه لا يمنعني من الذهاب إلى شهرزور ومشاهدتها إذا كنت مصرّا على ذلك لكنني إذا كنت سأقوم بتلك المحاولة فإنها ستكون مخالفة لرغبته وما يشير به عليّ. فإنه يعتقد بأن المكان المذكور هو ملتقى اللصوص والشقاة ، وإذا ما حدث لا سمح الله شيء لخيولي فإن شرفه هو سيمس بحادث ليس في مقدوره أن يمنعه أو يتلافاه. ثم قال انهم أكراد ـ بهائم ـ ومن هو الذي يستطيع الاجابة على ما يمكن ان يفعلوه بدافع الاغراء بما ستراه أعينهم من الثروة الكبيرة التي يمكن أن تقع في قبضة أيديهم. والخلاصة أنني كان يمكنني أن أذهب على مسؤوليتي أنا لا مسؤوليته.
وهذا توسع في الاعتراض تعرف أهميته في الشرق معرفة جيدة ، وكثيرا ما ينتفع به في الظروف التي تكون فيها الغاية المنع عن القيام بشيء من الظهور بمظهر المعارض فيه. وهو يضع المسؤولية على عاتق المغامر الذي يصر على ما يريد برغم التحذير المناسب ويبرىء ساحة أولئك الذين يحذرونه من عواقب تسرعه ـ وهي العواقب التي يعلم المطلعون على الشخصية الشرقية تمام العلم انها يمكن بكثير من الاحتمال أن يعقدها عليه نفس الناس الذين يقدمون له الرأي فيها.
ولديّ أسباب تجعلني أشك في أن سبب إحجام الپاشا عن الموافقة على زيارتي لشهرزور هو الخوف الذي كان يساوره من أن هذه الزيارة قد يكون من شأنها أن تدحض جهوده في الظهور بمظهر الفقير في نظر الرأي العام ، وخاصة في نظر الحكومة الأذربيجانية. لأن تلك المنطقة على ما يقال من أغنى المناطق في پاشويته ، وربما كان هو يفكر بأن غريبا مثلي يستطيع أن يخبر الجهات المعنية بالأمر عن مقدار الغنى الموجود فيها. وعلى كل فإنني بعد أن