قنع بالتين فإن ثلاث تينات من هذه وجبة كاملة ولا حاجة لأحد بعدها إلى طعام آخر.
وخرجنا من" المعرة" فى نحو الساعة العاشرة مساء فبلغنا حلب عند منتصف الليل فأوينا إلى مخادعنا على الفور فأصبحنا فخرجنا للفرجة ثم دعانى إخوانى رجال الصحافة فى حلب إلى الغذاء معهم فزغت من المأدبة الرسمية وذهبت معهم وقضينا ساعات فى ناد هناك كانت من أطيب ما مر بى فى هذه الرحلة وأحلاه ، وخرجنا من هناك إلى ساحة مدرسة التجهيز كما تسمى على ما اذكر ، وكان على أن ألقى كلمتى فيها فذعرت حين رأيت سعة المساحة فطمأنونى وقالوا أنهم نصبوا مكبرا للصوت ودعونى أول ما دعوا إلى الكلام فإذا مكبر الصوت لا يكبر شيئا لأن به خللا فلما مللت الصياح وبح صوتى ، قلت لا فائدة من الاستمرار فما أظن أحدا يسمعنى ونزلت عن المنصة وبعد دقيقة أو نحوها قالوا : إن الخلل أصلح فعدت إلى الكلام وفى ظنى أنهم ما قالوا إلا الحق فلما فرغت علمت إنى إنما كنت أحدث نفسى.
ومن الغريب أن مكبر الصوت صلح حالة واستقام أمره إلى آخر الحفلة فتذكرت مثلنا العامى (اللى مالوش بخت يلاقى العظم فى الكرشة) كان العزم أن أرجئ حكاية منعى من دخول فلسطين إلى أوانها ولكن جريدة" المقطم" ـ جزاها الله خيرا ـ تفضلت بكلمة طيبة مشكورة فى الموضوع أعربت فيها عن كريم عطفها على واستنكارها لما وقع لى ، فوجب أن ابسط الأمر للقراء فإن فيه لعبرة.
كانت محطة الشرق الأدنى ممثلة فى المهرجان فخاطبنى مندوبها الفاضل فى أن أذهب إلى" يافا" وأذيع حديثا أدبيا أو