مباشر بالفكر العالمى والثقافة العالمية فى لغتها ، وإننا اليوم نعيد الحياة الثقافية إلى حلقتها الطبيعية حتى تسلم الأجيال الرسالة بعضها إلى البعض الآخر.
"وأدب الرحلة" أدب قديم ، وقصصه أقدم ، يعود إلى قدم الوعى الإنسانى بهذه الرحلة وبأدبها الشفاهى منه والمدون. فعند ما خرج الإنسان إلى الصيد فى البر ثم فى البحر ، وهو يقص على أهله وأصدقائه ما رآه ، وما عايشه ، واصفا المواقف الحرجة التى تعرض لها ، وهى مواقف تدور حول (ذاته) فى صراعها مع الطبيعة الخشنة البكر ، ومع الآخرين.
و" الراوى" هو البطل بطبيعة الحال ، فى هذا اللون من القص ، إذ لا بد أن تتمحور الأحداث حول البطل الراوى ، ولا بد أن يحسم الصراع لصالحه ، ما دام قد عاد إلى ذويه ، ذلك إذا لم يعد فقد ضاع ضمن ما يضيع كل يوم فى الحياة. وهنا لا بد أن يلون الحوادث والصراعات ونتائجها وفق هواه ، إذا لم يكن هناك شهود على ما حدث. وهذا التلوين هو نوع من التدخل بالحذف ، أو بالذكر بالتحليل أو بالتفسير ليصبح بطلا أمام مستمعيه. وهذا العمل ما يصنع من الرحلة فنا متميزا تختلط فيه الرحلة بالسيرة الذاتية بالأحلام.
ولا بد أن يكون لمثل هذا اللون من القص قدرة خاصة على الحكى ، والتذكر ، وتنظيم معطيات الرحلة وفق رؤية خاصة هى ما تصنع خصوصية الرحلة ، وخصوصية أسلوب كتابتها. ولقد دون صاحب الرحلة" طريقته الخاصة ، ورموزه الخاصة وفق طريقة