هذه هى الطبعة الأولى لرحلة الشام ككتاب مستقل محقق مدروس. فقد نشرت فى البلاغ فى فترة قريبة من زيارة المازنى لدمشق ، ثم نشرت بعد ذلك مسلسلة فى مجلة الجديد ، بشكل غير منتظم كما أشرنا فى التصدير. ولكن لم تطبع كلها فى مجلد واحد. ولم تقم عليها ، دراسة واحدة ، على الرغم من أهميتها من الناحية الأدبية والاثنو جرافية ، فهى رحلة مفيدة للدراس الاجتماعى والمؤرخ الأدبى على السواء. إذ تحمل تاريخا أدبيا لفترة محددة بعدة أيام هى عمر المؤتمر الخاص بالعيد الألفى لأبى العلاء المعرى. ولكنها تعد توصيفا مهما لحالة الأدب والثقافة بعامة فى عقد الأربعينيات ، فى الوطن العربى بعامة. وفى العواصم النشيطة كدمشق وبغداد والقاهرة.
وهى رؤية شاهد عيان يرى بعينيه ويحكى ما حدث له وللآخرين أو مع الآخرين. ولذا كانت هذه الرحلة بمثابة وثيقة شاهدة مجسدة على حالة الثقافة والعلاقات الاجتماعية العربية فى فترة من أهم فترات العرب فى العصر الحديث ، وأعنى بها فترة الخروج من