الحرب العالمية الثانية ، والحصول على الاستقلال ، وصعود الحكومات الوطنية لتسلم السلطة فى البلاد العربية. وهى شاهد آخر على ضرورة التوحد العربى ، حتى فى أحلك الظروف. فقد رأينا فى هذه الرحلة كيف يفصل المستعمر بين فلسطين وبقية العرب؟ وكيف يمنع بعض المثقفين من دخول فلسطين بأوامر من الأمن العام ، بسبب مواقف هؤلاء المثقفين من قضية فلسطين ومن بقية قضايا الوطن العربى ، والقومية العربية ، والوحدة العربية آنذاك.
ولهذا فهذه الطبعة (الأولى ـ ١٩٩٣ م) إضافة لتراث المازنى من ناحية. وللنشر العربى من ناحية ثانية ، ولمعرفة العلاقات الثقافية العربية من ناحية ثالثة ، ونظرا لهذه الأهمية ، انقسمت هذه الطبعة إلى قسمين كبيرين : القسم الأول : خصص لدراسة" أدب الرحلة وتحولاته" ليوضح تاريخ هذا النوع الأدبى ، وتحولاته ، دون أن ينسى أهمية الدراسة الفنية والجمالية لهذا النوع المتميز والمتصل مع الأنواع الأدبية العربية.
لهذا ، قسم القسم الأول إلى فصلين : الأول : بعنوان" الرحلة ، تاريخا وجغرافية ولغة". ويدرس مفهوم هذا الأدب ، وتاريخه ، وتطوره ، والفصل الثانى فقد خصص لدرس الخصائص الفنية لأدب الرحلة فهو فن له تقنياته الخاصة التى يجتهد فيها كل كاتب ، ويختلف فيها عن الآخرين.
وبهذا ينتهى القسم الأول ، وهو القسم النظرى ، لندخل إلى القسم الثانى ، الخاص بتحليل الكتاب (رحلة الشام) وتحقيقه.