ـ الوظيفة التوثيقية :
من أهم الجوانب الموضوعية فى أدب الرحلة أنه وثيقة تاريخية على مرحلة محددة من الزمان والمكان والإنسان ، فالرحلة حين يسجلها يعرف أنها ستقرأ فى كل زمان آت لهذا يتحرى جانب الصدق والأمانة فى الوصف والحكى لأن هذا الجانب يعرضه لنقد الناس أو نقمة الحال أو يتعرض ـ عند الكذب ـ إلى هذه الحالات جميعا ثم إن أصحاب البلاد التى زارها سيصفونه بالكذب والخداع لأنه لم يكن أمينا على ما رأى.
وهنا ـ أيضا ـ يتعرض الرحالة لموقف صعب حين يصف وصفا سيئا لعيوب الجماعات الأخرى ، المختلفة معه فى الدين أو الثقافة لأنه يصبح ذا منظور قاصر وذاتى واليوم ونحن نقرأ بعض رحلات الرحالة المسلمين تحسن جانب التعالى واحتقار من ليس من دينى ولغتى وهو أمر غير محمود ، وهذا ما يبتعد عنه الرحالة العرب المتحدثون ويظهر هذا الحرص فى وصف الرحلات التى قام بها الأدباء العرب فى القرن العشرين فى البحر أو فى النيل فى أوروبا أو آسيا أو أفريقيا أو أمريكا فهم يصفون الجوانب المشرقة الجميلة التى تصلح كمتعة ومعرفة وتوثيق فى آن واحد ، وكأن الكتاب المحدثين يشوقونا ويحببوننا فى هذه الرحلات وإن جاءت الصفات السلبية لديهم ـ بالقياس بما نحن عليه ـ ألحقت بقولهم أن لكل جماعة حياة وثقافة ودينا.
أما حكايات الغرائب والعجائب والعفاريت والجنيات والشياطين فالمقصود بها جانب التشويق والإبهار إلى جانب التوثيق ، وهنا يختلف مصطلح التوثيق عن مصطلح التسجيل فعلى الرغم من