وليست هذه سوى أمثلة قليلة من مئات يسهل سردها بلا عناء والذى أريد أن أقوله هو أن على كل مصرى أن يذكر أن البلاد العربية مفتوحة العيون والآذان وأن يحرص على أن لا يجرى لسانه أو قلمه بما يسىء إلى سمعة مصر أو يغض من مقامها فى الشرق العربى.
وأنا كما يعرف القراء رجل لا أنتمى إلى حزب وقد نأيت بنفسى عن المعترك السياسى الحزبى منذ سنوات عديدة وليس فى نيتى أن أعود إليه ولو أفضى ذلك إلى ترك الصحافة وإذا كنت قد ظللت متشرفا بالعمل فى" البلاغ" فذلك لأن صاحبه تفضل فترك لى رأيى واستقلالى لثقته أنه لا مآرب لى ، وأن المصريين جميعا سواء عندى وإنى لا أغمط أحدا فضله ولا أضن بالتأييد والمناصرة على من يحسن. وقد قال لى : عراقى حكيم" يا أخى إن الله قد خلق لنا عيوننا فى وجوهنا لنرى بهما ما هو أملنا لا لنظل نردها إلى ما هو وراءنا أفليس خيرا للبلاد العربية أن تنظر إلى المستقبل وتنصرف عن الماضى بخيره وشره؟ "
وما أرى إلا أن كلمتى هذه ستغضب الناس جميعا ولكنها كلمة الحق ولست أبالى من رضى ممن غضب فليس هى أن يرضى الناس ولا أنا أخشى غضبهم فما لى عندهم مآرب فأحاسنهم أو أصانعهم ، فإذا استجابوا لدعوة الحق فيها ولله لحمد والمنة وإلا فقد بلغت وبرئت ذمتى والله الموفق.