شجرة وأنا لنتلمس طريقنا فيها على حذر وإذا بسيارة مقبلة فلما لمح راكبها الطرابيش على رؤوسنا استوقفنا وأقبل علينا يسألنا عن المفاوضات المصرية الإنجليزية وما يحتمل أن تفضى إليه ، وهل يرجى لها نجاح؟ ولم نكن نعرف شيئا يجيز لنا أن نعرب عن أكثر من الأمل ، فدعى لمصر بخير ومضى فجعلنا نتعجب لهذا الشيخ ـ فقد كان من شيوخ العشائر ـ وعنايته بأخبار مصر ودقة تتبعه لها.
مصر كتاب مفتوح
وفى هذا الشتاء كانت صحف مصر تتخطف فى بغداد وغيرها من مدائن العراق. وكان فى بعضها أسماء المرشحين فى الانتخاب لمجلس النواب ، فكان أغرب ما فى الأمر إنى أنا المصرى لا أعرف شيئا عن معظم المرشحين على حين كان العراقيون لا تخفى عليهم من أمرهم خافية وقد جاء تقديرهم لاحتمال النجاح والتفوق والإخفاق أقرب إلى الصحة من تقديرى فيما بينى وبين نفس ـ كنت فى هذا وما إليه أتوخى أن أصغى إليهم دون أن أقول شيئا.
ـ وما من كتاب ينشر فى مصر إلا وهو يلتهم التهاما فى البلاد العربية وهم لا يكفيهم أن يقرءوا ويدرسوا ولا يقنعوا إلا بأن يقفوا على بواعث التأليف أيضا ولماذا طبع فى هذه المطبعة دون تلك ...... الخ.
وفى سنة (١٩٣٠) برز لى شاب فى صحراء الحجاز ـ عند وادى فاطمة ـ وسألنى" ألست المازنى"؟ قلت" نعم" فكيف عرفتنى؟ قال" عرفتك من صورة لك نشرتها مجلة الاثنين".