من مهازل هؤلاء الصحابة ، ولان الوصية الاولى لرسول الله كانت ـ بلا شك ـ استخلاف علي بن أبي طالب فلم يذكرها الراوي.
مع أن الباحث في هذه المسألة يجد رائحة الوصية لعلي تفوح رغم كتمانها وعدم ذكرها فقد أخرج البخاري في صحيحه في كتاب الوصايا كما أخرج مسلم أيضا في صحيحه في كتاب الوصية أنه ذكر عند عائشة أن النبي أوصى إلى علي (١) ، أنظر كيف يظهر الله نوره ولو ستره الظالمون.
أعود فأقول إذا كان هؤلاء الصحابة غير ثقاة في نقل وصايا رسول الله فلا لوم بعد ذلك على التابعين وتابعي التابعين.
وإذا كانت عائشة أم المؤمنين لا تطيق ذكر اسم علي ولا تطيب لها نفسا بخير كما ذكر ذلك ابن سعد في طبقاته (٢) والبخاري في صحيحه ( باب مرض النبي ووفاته ) وإذا كانت تسجد لله شكرا عندما سمعت بموته ، فكيف يرجى منها ذكر الوصية لعلي وهي من عرفت لدى الخاص والعام بعدائها وبغضها لعلي وأولاده ولاهل بيت المصطفى.
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
__________________
( ١ ) صحيح البخاري ج ٣ ص ٦٨ باب مرض النبي ووفاته صحيح مسلم ج ص ١٤ من كتاب الوصية.
( ٢ ) طبقات ابن سعد القسم الثاني من الجزء ٢ ص ٢٩.