وربّما أثر هذا الحادث في نفسي وجعلني أفكر مليا عدة ليال في ما يقوله الوهابيون من أن الرسول مات وانتهى أمره كغيره من الاموات ، فلم أرتح لهذه الفكرة بل وتيقنت تفاهة هذا الاعتقاد ، فإذا كان الشهيد الذي يقتل في سبيل الله ليس بميت بل هو حي يرزق عند ربه فكيف بسيد الاولين والآخرين ، وزاد هذا الشعور قوة ووضوحا ما تلقيته في سابق حياتي من تعاليم الصوفية الذين يعطون لاوليائهم وشيوخهم صلاحية التصرف والتأثير في مجريات الامور ويعترفون بأن الله وحده هو الذي أعطاهم هذه الصلاحية لانهم أطاعوه سبحانه ورغبوا في ما عنده ، أ لم يقل في حديث قدسي « عبدي أطعني تكن مثلي تقل للشيء كن فيكون ».
بدأ الصراع الداخلي يتجاذبني ، وأنهيت إقامتي في مصر بعد إن قمت خلال الايام الاخيرة بزيارة المساجد المتعددة ، وصليت في جميعها من مالك إلى أبي حنيفة إلى مسجد الشافعي وأحمد بن حنبل ، ثم إلى السيدة زينب وسيدنا الحسين ، كما زرت زاوية التيجانية ولي في ذلك حكايات طويلة يطول شرحها ، وقد رمت الاختصار