قال : من أعداء الاسلام الذين يريدون تفريق المسلمين وتمزيقهم وضرب بعضهم ببعض وإلا فالمسلمون أخوة سواء كانوا شيعة أم سنة فهم يعبدون الله وحده لا يشركون به شيئا ، وقرآنهم واحد ونبيهم واحد وقبلتهم واحدة ، ولا يختلف الشيعة عن السنة إلا في الامور الفقهية كما يختلف ائمة المذاهب السنية أنفسهم في ما بينهم فمالك يخالف أبا حنيفة ، وهذا يخالف الشافعي وهكذا ...
قلت : إذاً كل ما يحكى عنكم هو محض افتراء قال : أنت بحمد الله عاقل وتفهم الامور وقد رأيت بلاد الشيعة وتجولت في أوساطهم فهل رأيت أو سمعت شيئا من تلك الاكاذيب؟ قلت : لا لم أسمع ولم أر إلا الخير وإني أحمد الله سبحانه أن عرفني بالاستاذ منعم في الباخرة ، فهو السبب في مجيئي إلى العراق وقد عرفت أشياء كثيرة كنت أجهلها فضحك صديقي منعم قائلا : ومنها وجود قبر للامام علي ، فغمزته واستدركت قائلا : بل تعلمت أشياء جديدة حتى من هؤلاء الصبيان وتمنيت لو أتيحت لي الفرصة وتعلمت مثلهم في الحوزة العلمية هنا.
قال « السيد » : أهلا وسهلا ، إن كنت تريد طلب العلم فالحوزة على ذمتك ، ونحن في خدمتك ، ورحب الحاضرون بهذا الاقتراح وخصوصا صديقي منعم الذي تهلل وجهه. قلت : أنا متزوج وعندي ولدان : قال : نحن نتكفل بكل مستلزماتكم من سكن ومعاش وكل ما تحتاجون إليه والمهم هو طلب العلم ، فكرت قليلا وقلت في نفسي ليس من المعقول أن أصبح تلميذا بعد ما قضيت خمس سنوات وأنا أستاذ أمارس التعليم وتربية النشء ؛ وليس من السهولة أن أتخذ قرارا بمثل هذه السرعة.
شكرت السيد الخوئي على هذا العرض وقلت سوف أفكر في الموضوع بجد بعد رجوعي من العمرة بحول الله ولكني في حاجة إلى بعض الكتب ، فقال السيد : أعطوه الكتب ، ونهض جمع من العلماء وفتحوا عدة خزانات وما هي إلا لحظات حتى وجدت أمامي أكثر من سبعين مجلدا فكل واحد جاءني بدورة من الكتب وقال : هذه هديتي ، ورأيت أنه لا يمكنني حمل هذا العدد الكبير معي خصوصا وأني متوجه إلى السعودية الذين يمنعون دخول أي كتاب إلى بلادهم خوفا من تفشي بعض العقائد التي تخالف مذهبهم ولكني ما أردت التفريط بهذه الكتب التي لم تر عيني مثلها في سابق حياتي. فقلت