يشهدون أنه ولي الله ، ولا يمكن للمسلم أن يسب ولي الله ، وذلك تحديا منهم للسلطة الغاشمة حتى تكون العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ، وحتى تكون حافزا تاريخيا لكل المسلمين عبر الاجيال فيعرفون حقيقة علي وباطل أعدائه.
ودأب فقهاؤنا على الشهادة لعلي بالولاية في الاذان والاقامة استحبابا ، لا بنية أنها جزء من الآذان أو الاقامة فإذا نوى المؤذن أو المقيم أنها جزء بطل أذانه وإقامته.
والمستحبات في العبادات والمعاملات لا تحصى لكثرتها والمسلم يثاب على فعلها ولا يعاقب على تركها ، وقد ورد على سبيل المثال أنه يذكر استحبابا بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، بأن يقول المسلم ، وأشهد أن الجنة حق والنار حق وأن الله يبعث من في القبور.
قلت : إن علماءنا علمونا : أن أفضل الخلفاء على التحقيق سيدنا أبوبكر الصديق ، ثم سيدنا عمر الفاروق ثم سيدنا عثمان ثم سيدنا علي رضي الله تعالى عنهم أجمعين؟ سكت السيد قليلا ، ثم أجابني.
لهم أن يقولوا ما يشاؤون ، ولكن هيهات أن يثبتوا ذلك بالادلة الشرعية ، ثم إن هذا القول يخالف صريح ما ورد في كتبهم الصحيحة المعتبرة ، فقد جاء فيها : أن أفضل الناس أبوبكر ثم عمر ثم عثمان ولا وجود لعلي بل جعلوه من سوقة الناس وإنما ذكره المتأخرون استحبابا لذكر الخلفاء الراشدين.
سألته بعد ذلك عن التربة التي يسجدون عليها والتي يسمونها « بالتربة الحسينية » أجاب قائلا :
يجب أن يعرف قبل كل شيء أننا نسجد على التراب ، ولا نسجد للتراب ، كما يتوهم البعض الذين يشهرون بالشيعة ، فالسجود هو لله سبحانه وتعالى وحده ، والثابت عندنا وعند أهل السنة أيضا أن أفضل السجود على الارض أو ما أنبتت الارض من غير المأكول ، ولا يصح السجود على غير ذلك ، وقد كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يفترش التراب وقد اتخذ له خمرة من التراب والقش يسجد عليها ، وعلم أصحابه رضوان الله عليهم فكانوا يسجدون على الارض ، وعلى الحصى ، ونهاهم أن يسجد أحدهم على طرف ثوبه ، وهذا من المعلومات بالضرورة عندنا.