وقد اتخذ الامام زين العابدين وسيد الساجدين على بن الحسين عليهماالسلام تربة من قبر أبيه أبي عبدالله باعتبارها تربة زكية طاهرة سالت عليها دماء سيد الشهداء ، واستمر على ذلك شيعته إلى يوم الناس هذا ، فنحن لا نقول بأن السجود لا يصح إلا عليها ، بل نقول بأن السجود يصح على أي تربة أو حجرة طاهرة كما يصح على الحصير والسجاد المصنوع من سعف النخيل وما شابه ذلك.
قلت ـ على ذكر سيدنا الحسين رضي الله عنه ـ لماذا يبكي الشيعة ويلطمون ويضربون أنفسهم حتى تسيل الدماء وهذا محرم في الاسلام ، فقد قال صلىاللهعليهوآله : « ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية ».
أجاب السيد قائلا : الحديث صحيح لا شك فيه ولكنه لا ينطبق على مأتم أبي عبدالله ، فالذي ينادي بثأر الحسين ويمشي على درب الحسين دعوته ليست دعوى جاهلية ، ثم إن الشيعة بشر فيهم العالم وفيهم الجاهل ولديهم عواطف ، فاذا كانت عواطفهم تطغى عليهم في ذكرى استشهاد أبي عبدالله وما جرى عليه وعلى أهله وأصحابه من قتل وهتك وسبي ، فهم مأجورون لان نواياهم كلها في سبيل الله ، والله سبحانه وتعالى يعطي العباد على قدر نواياهم ، وقد قرأت منذ أسبوع التقارير الرسمية للحكومة المصرية بمناسبة موت جمال عبد الناصر ، تقول هذه التقارير الرسمية بأنه سجل أكثر من ثماني حالات انتحارية قتل أصحابها أنفسهم عند سماع النبأ فمنهم من رمى نفسه من أعلى العمارة ومنهم من ألقى بنفسه تحت القطار وغير ذلك ، وأما المجروحون والمصابون فكثيرون ، وهذه أمثلة أذكرها للعواطف التي تطغى على أصحابها وإذا كان الناس وهم مسلمون بلا شك يقتلون أنفسهم من أجل موت جمال عبد الناصر وقد مات موتا طبيعيا ، فليس من حقنا ـ بناء على مثل هذا ـ أن نحكم على أهل السنة بأنهم مخطئون.
وليس لاخواننا من أهل السنة أن يحكموا على إخوانهم من الشيعة بأنهم مخطئون في بكائهم على سيد الشهداء ، وقد عاشوا محنة الحسين وما زالوا يعيشونها حتى اليوم ، وقد بكى رسول الله نفسه على ابنه الحسين وبكى جبريل لبكائه.
ـ قلت ولماذا يزخرف الشيعة قبور أوليائهم بالذهب والفضة وهو محرم في الاسلام.
أجاب السيد الصدر : ليس ذلك منحصرا بالشيعة ، ولا هو حرام فها هي مساجد