فأتانا سائل ، فقال : تصدقوا ، فإن الصدقة تدفع سبعين بابا من السوء ، فقلت : من أعلم هذه القرية؟ قالوا : نسيّ ، فأتيته ، فاستأذنت على الباب ، فاطّلعت إليّ جارية ، فقلت : ها ها نسيّ؟ قالت : نعم ، قلت : فاستأذنيه ، فذهبت ثم اطّلعت فقالت : ارق (١) ، فرقيت ، فلما رآني أخذ يتوضأ ، فقلت : ما لك لما رأيتني أخذت تتوضأ؟ قال : إن الله عزوجل قال لموسى : يا موسى توضأ ، فإن أصابك شيء وأنت على غير وضوء فلا تلومنّ إلّا نفسك ، قلت : يرحمك الله ، إنه أتانا سائل فقال : تصدّقوا فإنّ الصدقة تدفع سبعين بابا من السوء ، قال : صدق ، من هدّة (٢) الجدار ومن الغرق ، وذكر أشياء من المنايا ، فخرجت حتى أتيت المدينة ، فلقيت عبد الله بن عمر ، فسأله رجل من أهل العراق ، فقال : يا أبا عبد الرّحمن ، إنّك تحجّ وتعتمر ، ولا تغزو ، فسكت عنه ، ثم أعادها ، فسكت عنه ، ثم أعادها ، فقال له ابن عمر : إنّ الإسلام بني على خمس : شهادة أن لا إله إلّا الله ، وأنّ محمّدا عبده ورسوله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحجّ البيت ، وصوم شهر رمضان ، والجهاد ، والصدقة من العمل الصالح ، هكذا حدّثنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وسالم ابن أبي (٣) الجعد أيضا (٤) لم يسمعه من يزيد ، وإنّما رواه عن عطية العامري.
أخبرناه أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنبأ أبو بكر محمّد بن عبد الله بن عمر العمري ، أنبأ أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد [بن محمّد](٥) ، نا محمّد بن أحمد بن عبد الجبّار ، نا حميد بن زنجويه ، نا عبيد الله بن موسى ، أنا إسرائيل ، عن منصور ، عن سالم ، عن عطية العامري عن زيد ـ أو يزيد ـ بن بشر قال :
بعثني عبد الملك بن مروان بكسوة للكعبة ، فأتيت أرض تيماء ، فجاء سائل فقال : تصدقوا ، فإنّ الصدقة تنجّي من سبعين بابا من الشرّ ، قال : فسألت من أعلم أهل تيماء؟قالوا : فلان ، فأتيته ، فقلت : أيم هو ، وأشرفت امرأة قالت : نعم ، فقلت : قولي له : انزل ، قالت : ارتق ، فحين رآني أخذ يتوضأ ، فقلت له : ما لك حين رأيتني أخذت تتوضأ؟ قال : إنّ الله قال لموسى : إن حدث بك حدث ، وأنت على غير وضوء فلا تلم إلّا نفسك ، ثم قلت
__________________
(١) بالأصل وم : ارقى ، خطأ ، والمثبت عن «ز».
(٢) كذا بالأصل وم و «ز» : هذه ، والمثبت عن المختصر.
(٣) استدركت على هامش «ز» ، وبعدها صح.
(٤) ليست في «ز» ، وم.
(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن «ز» ، وم.