محمّد بن الفتح المصيصي ، نا أبو يوسف محمّد بن سفيان بن موسى الصفّار المصيصي ، نا سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبحي ، قال : سمعت عبد الله بن المبارك عن جرير بن حازم ، عن يزيد بن حازم ، عن عكرمة مولى (١) ابن عبّاس قال :
كان عمرو بن الجموح شيخ من الأنصار أعرج ، فلمّا خرج النبي صلىاللهعليهوسلم إلى بدر قال لبنيه : أخرجوني ، فذكروا للنبي صلىاللهعليهوسلم عرجه وحاله ، فأذن له في المقام ، فلمّا كان يوم أحد خرج الناس ، فقال لبنيه : أخرجوني ، فقالوا : قد رخص لك النبي صلىاللهعليهوسلم وأذن ، قال : هيهات ، منعتموني الجنّة ببدر ، وتمنعونيها بأحد ، فخرج ، فلمّا التقى الناس قال : يا رسول الله ، أرأيت إن قتلت اليوم أطأ بعرجتي حتى هذه الجنّة؟ فقال : «نعم» ، قال : فو الذي بعثك بالحق لأطأن بها في الجنّة اليوم إن شاء الله ، فقال لغلام له كان معه يقال له سليم : ارجع إلى أهلك ، قال : وما عليك أن أصيب اليوم خيرا معك ، قال : تقدم إذا ، قال : فتقدم العبد ، فقاتل حتى قتل ، ثم تقدّم فقاتل حتى قتل [١٣٢١٣].
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، نا أحمد بن مروان ، نا إسماعيل بن (٢) إسحاق ، نا سليمان بن حرب ، نا حمّاد بن زيد ، عن يزيد بن حازم ، عن سليمان بن يسار قال (٣) : أصبح أبو أسيد وهو يسترجع [فقيل له : ما لك؟ فقال : نمت عن جزئي الليلة وكان وردي البقرة (٤) ، فرأيت كأن بقرة تنطحني](٥).
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أنا أبو الفضل الرّازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمّد بن هارون ، نا محمّد بن إسحاق ، نا أحمد بن إبراهيم أبو علي الموصلي ، نا حمّاد بن زيد ، عن يزيد بن حازم ، عن سليمان بن يسار قال : قال أبو أسيد (٦) حين ذهب بصره : الحمد لله الذي متعني ببصري في حياة النبي صلىاللهعليهوسلم أنظر إليه ، فلمّا قبض رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأرادوا الفتنة كفّ عليّ بصري.
__________________
(١) سقطت من «ز».
(٢) من هنا إلى آخر الخبر ، مكانه بياض في «ز» ، وكتب على هامشها : مقصوص بالأصل.
(٣) من هنا إلى آخر الخبر مكانه بياض في م.
(٤) بالأصل : ورودي البصرة» والمثبت عن المختصر.
(٥) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل ، وبعده صح.
(٦) أبو أسيد : أسيد بالتصغير ، كما في الإصابة ، وهو مالك بن ربيعة الساعدي ، بدري أحدي ، وكان معه راية بني ساعدة يوم الفتح. (الإصابة ٣ / ٣٤٤).