أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن خسرو ، أنا أبو غالب محمّد بن الحسن بن أحمد الباقلاني ، أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو الحسن بن نيخاب (١) الطيبي ، نا إبراهيم بن الحسين الكسائي ، نا يحيى بن سليمان الجعفي ، نا نصر ـ هو ابن مزاحم (٢) ـ نا عمر بن سعد ، وابن شمر الجعفي ، عن جابر ، عن أبي جعفر محمّد بن علي ، وزيد بن الحسن بن علي ، ورجل منهم آخر (٣) ، قالوا : لما بلغ معاوية مسير علي إليه سار معاوية نحو علي ، واستعمل على مقدمته سفيان بن عمرو أبا الأعور السلمي ، وجعل على ساقته بسر (٤) بن أرطاة العامري رجل من بني عامر بن لؤي ، فساروا حتى توافقوا (٥) جميعا بقناصرين (٦) إلى جانب صفّين ، وزاد فيه الكلبي في حديثه عن معاوية أنه جعل على مقدمته أبا الأعور ، وعلى ساقته بسرا ، وعلى الخيل عبيد الله بن عمر بن الخطّاب ، ودفع اللواء إلى عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد ، وجعل على ميمنته حبيب بن مسلمة الفهري ، وعلى رجالة الميمنة يزيد بن زحر العبسيّ ، وعلى الميسرة عبد الله بن عمرو بن العاص ، وعلى رجالة الميسرة (٧) حابس بن سعد الطائي ، وعلى خيل (٨) دمشق الضحّاك بن قيس الفهري ، وعلى رجالة أهل دمشق يزيد بن أسد بن كرز البجلي ، وعلى أهل حمص ذا الكلاع ، وعلى أهل فلسطين مسلمة بن مخلد.
قال : فلما فرغ معاوية من البعثة ووضع الناس مواضعهم قام خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيّها الناس ، والله ما أصيب الشام إلّا بالطاعة ، ولا أضبط حرب العراق إلّا بالصبر ، ولا أكايد (٩) أهل الحجاز إلّا باللطف ، وقد تهيّأتم ، وسرتم لتمنعوا الشام ، وتأخذوا العراق ، وسار القوم ليمنعوا العراق ويأخذوا الشام ، ولعمري ما للشام رجال العراق ولا أموالها ، ولا للعراق صبر أهل الشام ولا بصائرها مع أن القوم بعدهم أعدادهم ، وليس بعدكم غيركم ، فإن غلبتموهم لم تغلبوا إلّا من أتاكم ، وإن غلبوكم غلبوا من بعدكم ، والقوم لاقوكم بكيد أهل العراق ، ورقة أهل اليمن ، وبصائر أهل الحجاز ، وقسوة أهل مصر ، وإنّما ينصر
__________________
(١) الأصل و «ز» ، وم : بنجاب.
(٢) رواه نصر بن مزاحم في وقعة صفين ص ١٥٦ ـ ١٥٧.
(٣) هو محمّد بن المطلب ، كما في وقعة صفين.
(٤) في «ز» : بشر.
(٥) في وقعة صفين : توافوا.
(٦) قناصرين : موضع بالشام ، كما في القاموس.
(٧) في وقعة صفين ص ٢٠٧ الميمنة.
(٨) في وقعة صفين ص ٢٠٦ وعلى أهل دمشق ـ وهم القلب ـ الضحاك ....
(٩) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المختصر : أحايد.