حديث الخطيب : نا العبّاس بن إسحاق وهو الصواب ، قال : سمعت هارون بن معروف يقول : قدم علينا بعض الشيوخ من الشام فكنت أول من بكّر عليه ، فدخلت عليه ، فسألته أن يملي عليّ شيئا ، فأخذ الكتاب يملي عليّ ، فإذا بإنسان يدق الباب ، قال الشيخ : من هذا؟ قال : أحمد بن حنبل ، فأذن له ، والشيخ على حالته ، والكتاب في يده لا يتحرك ، فإذا بآخر يدقّ الباب ، فقال الشيخ : من هذا؟ فقال : أحمد الدورقي ، فأذن له ، والشيخ على حالته ، والكتاب في يده لا يتحرك ، فإذا أنا بآخر يدق الباب ، قال الشيخ : من هذا؟ قال : عبد الله بن الرومي ، فأذن له ، والشيخ على حالته ، والكتاب في يده لا يتحرك ، فإذا بآخر يدق الباب فقال الشيخ : من هذا؟ قال : أبو خيثمة زهير بن حرب ، فأذن له والشيخ على حالته ، والكتاب في يده ، لا يتحرك ، فإذا أنا بآخر يدق الباب ، فقال الشيخ : من هذا؟ قال : يحيى بن معين ، قال : فرأيت الشيخ ارتعدت يده وسقط الكتاب من يده.
أخبرنا أبو منصور ، أنا ـ وأبو الحسن ، نا ـ الخطيب (١) ، أنا هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري ، أنا أحمد بن محمّد بن الجرّاح قال : سمعت محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة يقول : سمعت جعفرا الطيالسي يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : لما قدم عبد الوهّاب بن عطاء أتيته فكتبت عنه ، فبينا أنا عنده ، إذ أتاه كتاب من أهله من البصرة ، فقرأه وأجابهم ، فرأيته وقد كتب على ظهره : وقدمت بغداد ، وقبلني يحيى بن معين ، والحمد لله رب العالمين.
أنبأنا أبو الحسين وأبو عبد الله الأصبهانيان ، قالا : أنا أبو القاسم العبدي ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنا ابن سلمة ، أنا ابن الفأفاء.
قالا : أنا أبو محمّد (٢) ، أنا العبّاس بن الوليد ، قال : سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول : ما رأيت أبا مسهر تسهّل (٣) لأحد من الناس سهولته ليحيى بن معين ، ولقد قال [له](٤) يوما : هل بقي معك شيء؟
__________________
(١) تاريخ بغداد ١٤ / ١٨١.
(٢) يعني ابن أبي حاتم ، والخبر في الجرح والتعديل ٩ / ١٩٢.
(٣) كذا بالأصل وم وز : «تسهل» وفي الجرح والتعديل : سهل.
(٤) زيادة عن الجرح والتعديل.