عبد المدان ، ويزيد بن المحجّل (١) ، وعبد الله بن قريط (٢) ، وشداد بن عبد الله ، وعمرو بن عمرو الضّبابي (٣) ، فلما قدموا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فرآهم قال : «من هؤلاء الذين كأنهم رجال الهند؟» قيل : يا رسول الله ، هؤلاء بنو الحارث بن كعب ، فلمّا وقفوا عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم سلّموا عليه وقالوا : نشهد أنك رسول الله ، وأنه لا إله إلّا الله ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «وأنا أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّي رسول الله» ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أنتم الذين إذا زجروا استقدموا» فسكتوا ، فلم يراجعه منهم أحد ، ثم قال : «أنتم الذين إذا زجروا استقدموا» ، فسكتوا فلم يراجعه منهم أحد ، ثم قال : «أنتم الذين إذا زجروا استقدموا» ـ أربع مرّات ـ فقال يزيد بن عبد المدان : نعم يا رسول الله ، نحن الذين إذا زجروا استقدموا ، نعم يا رسول الله نحن الذين إذا زجروا استقدموا ، نعم يا رسول الله نحن الذين إذا زجروا استقدموا ، نعم يا رسول الله نحن الذين إذا زجروا استقدموا ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لو أن خالدا لم يكتب إليّ أنكم أسلمتم ولم تقاتلوا لألقيت رءوسكم تحت أقدامكم» فقال يزيد بن عبد المدان : إنّا والله يا رسول الله ما حمدناك وما حمدنا خالد بن الوليد ، فقال صلىاللهعليهوسلم : «فمن حمدتم؟» قالوا : حمدنا الله الذي هدانا بك ، فقال : «صدقتم» ، ثم قال : «كيف تغلبون من قاتلكم في الجاهلية؟» فقالوا : لم نغلب أحدا ، قال : «بلى ، قد كنتم تغلبون من قاتلكم» ، فقالوا : كنا نغلب يا رسول الله من قاتلنا أنا كنا ننزع عن يد وكنا. نجتمع ولا نتفرق ، ولا نبدأ أحدا بظلم ، فقال : «صدقتم» ، ثم أمّر رسول الله صلىاللهعليهوسلم على بني الحارث بن كعب قيس بن الحصين.
فرجع وفد بني الحارث إلى قومهم في بقية شوال أو في صدر ذي القعدة ، فلم يمكثوا بعد أن رجعوا إلى قومهم إلّا أربعة أشهر حتى توفي رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، أنبأ أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد قال : في الطبقة الرابعة من بني الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ من يشجب بن يعرب بن قحطان : يزيد بن عبد المدان ،
__________________
(١) بالأصل وم و «ز» : «الحجل» وفوقها في «ز» : ضبة.
(٢) كذا بالأصل و «ز» : قريط ، وفي م : قرط ، وفي سيرة ابن هشام : «قراد».
(٣) الضبابي نسبة إلى ضباب ، بكسر الضاد ، وضباب في بني الحارث بن كعب ، وفي قريش ، وفي بني عامر بن صعصعة. وضباب بالفتح في نسب النابغة الذبياني ، وضباب بالضم في بني بكر.