وعتبة بن عمر المخزوميين ، وسعيد بن عبد الرّحمن بن عنبسة بن سعيد في أشباههم ، ويدعو بالغداء ، فيتغدى ويضع منديلا على صدره ، ويعظم اللقم ويتابع ، فإذا فرغ من الغداء تفرق من كان عنده ، ودخل إلى نسائه حتى يخرج إلى (١) صلاة الظهر ، ثم ينظر بعد الظهر في أمور الناس ، فإذا صلّى العصر وضع له سرير ووضعت الكراسي للناس ، فإذا أخذ الناس مجالسهم أتوهم بعساس اللبن والعسل وألوان الأشربة ، ثم توضع السفر والطعام للعامة ، ويوضع له ولأصحابه خوان مرتفع ، فيأكل معه الوجوه إلى المغرب ، ثم يتفرقون للصلاة ، ثم يأتيه سمّار فيحضرون مجلسا يجلسون فيه ، حتى يدعوهم ، فيسامرونه حتى يذهب عامة الليل ، وكان يسأل كلّ ليلة عشر حوائج ، فإذا أصبحوا قضيت ، وكان رزقه ستمائة ألف ، فكان يقسمه كلّ شهر في أصحابه ، من قومه [و](٢) من الفقهاء ، ومن الوجوه ، وأهل البيوتات (٣) فقال ابن شبرمة وكان من سمّاره :
إذا نحن أعتمنا ومال بنا الكرى |
|
أتانا بإحدى الراحتين عياض |
وعياض بوّابه ، كان تحت يد أبي عثمان الحاجب ، وإحدى الراحتين الدخول ، أو الإذن بالانصراف ، ولم يكن لهم مناديل ، كان ابن هبيرة إذا دعا بالمنديل قام الناس.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلم ، عن رشأ بن نظيف ، أنبأ أبو الحسن محمّد بن العبّاس بن جعفر الجهازي ، نا أبو محمّد الحسن بن حمدان الضرّاب ، نا الحسن بن رشيق ، ثنا يموت بن المزرع ، نا عيسى تينه (٤) ، نا أبو عبيدة قال :
بصرت جارية لابن هبيرة بابن هبيرة وهو أمير العراق ، وعليه قميص مرقوع ، فضحكت من ترقيع قميصه ، فأنشأ ابن هبيرة يقول :
هزئت أمامة أن رأتني مخلقا |
|
ثكلتك أمك أي ذاك يروع (٥) |
قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه |
|
خلق وجيب قميصه مرقوع |
__________________
(١) في «ز» : لصلاة الظهر.
(٢) زيادة عن «ز» ، سقطت من الأصل وم.
(٣) في المختصر : البيوت.
(٤) رسمها بالأصل : «ينيه» وفي «ز» : «ينيه» والمثبت عن م ، وقد ضبطت عن تبصير المنتبه ٤ / ١٤٠٨ وهو لقب عيسى بن إسماعيل البصري روى عن الأصمعي وغيره.
(٥) في «ز» : أن ذاك نزوع.