أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي ، نا إبراهيم بن إسحاق ، نا ضمرة بن ربيعة ، نا بلال بن كعب قال :
مر أبو حازم بأبي جعفر المديني وهو مكتئب حزين ، فقال : ما لي أراك مكتئبا حزينا وإن شئت أخبرتك ، قال : أخبرني ما وراءك ، قال : ذكرت ولدك من بعدك؟ قال : نعم ، قال : فلا تفعل ، فإن كانوا لله أولياء فلا تخف عليهم الضيعة ، وإن كانوا لله أعداء فلا تبال ما لقوا بعدك.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي ، أنبأ أبو محمّد بن زبر ، نا إسماعيل بن إسحاق ، نا نصر بن علي ، قال : خبّرنا الأصمعي ، نا نافع ، عن أبي جعفر القارئ قال : قال : لو أن لي مثل أحد ذهبا كنت أفعل كذا وأفعل كذا وكذا ، وأفعل كذا وكذا.
أنبأنا أبو نصر بن الطوسي ، وأبو الحسن بن الزغواني ، قالا : أنا أبو الحسين الصيرفي ، أنبأ محمّد بن سعيد بن يعقوب ، أنا عمر بن محمّد بن سيف ، نا عبد الله بن أبي داود ، نا يونس بن حبيب ، عن قتيبة بن مهران ، عن سليمان بن مسلم قال (١) :
شهدت أبا جعفر حين حضرته الوفاة جاءه أبو حازم الأعرج ومشيخة معه من جلسائه ، فأكبّوا عليه يصرخون به فلم يجبهم.
قال شيبة ـ وكان ختنه على ابنه أبي جعفر ـ ألا أريكم منه عجبا؟ قالوا : بلى ، فكشف عن صدره ، فإذا دوّارة بيضاء مثل اللبن ، فقال أبو حازم وأصحابه : هذا والله نور القرآن.
قال سليمان : فقالت لي أم ولده من بعد ما مات أبو جعفر : فإن ذلك البياض حين مات صار غرّة بيضاء بين عينيه.
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنا مكي بن محمّد ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : سنة تسع (٢) وخمسين ومائة قال أبو موسى : فيها مات أبو جعفر القارئ.
__________________
(١) رواه الذهبي في معرفة القراء الكبار ١ / ٧٥.
(٢) من هنا .. إلى آخر الخبر مكانه بياض في «ز» ، وكتب على هامشه : مقصوص بالأصل.