الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيلحقونه بالمدينة فإذا أحسّ بهم يرجع إلى مكّة فلا يزالون على ذلك ثلاثا ثمّ يتراءى لهم بعد ذلك بين الصفا والمروة فيقول : إنّي لست قاطعا أمرا حتّى تبايعوني على ثلاثين خصلة تلزمكم لا تغيّرون منها شيئا ولكم عليّ ثماني خصال ، فقالوا : سمعنا وأطعنا فاذكر لنا ما أنت ذاكره يا ابن رسول الله فيخرج إلى الصفا فيخرجون معه فيقول : أبايعكم على أن لا تولّوا دبرا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تفعلوا محرما ولا تأتوا فاحشة ولا تضربوا أحدا إلّا بحقّ ولا تكنزوا ذهبا ولا فضّة ولا برّا ولا شعيرا ولا تخرّبوا مسجدا ولا تشهدوا زورا ولا تقبحوا على مؤمن ولا تأكلوا ربا وأن تصبروا على الضراء ولا تلعنون موحّدا ولا تشربون مسكرا ولا تلبسون الذهب ولا الحرير ولا الديباج ولا تتبعون هزيما ولا تسفكون دما حراما ولا تغدرون بمسلم ولا تبقون على كافر ولا منافق ولا تلبسون الخزّ من الثياب وتتوسّدون التراب وتكرهون الفاحشة وتأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر فإذا فعلتم ذلك فلكم عليّ أن لا أتّخذ صاحبا سواكم ولا ألبس إلّا مثل ما تلبسون ولا آكل إلّا مثل ما تأكلون ولا أركب إلّا كما تركبون ولا أكون إلّا حيث تكونون وأمشي حيث ما تمشون وأرضى بالقليل وأملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ونعبد الله حقّ عبادته وأوفي لكم اوفوا إليّ فقالوا : رضينا وبايعناك على ذلك فيصافحهم رجلا رجلا. ثمّ إنّه بعد ذلك يظهر بين الناس فتخضع له العباد وتنقاد له البلاد ويكون الخضر ربيب دولته وأهل همدان وزراءه وخولان جنوده وحمير أعوانه ومضر قوّاده ، ويكثر الله جمعه ويشتدّ ظهره ثمّ يسير بالجيوش حتّى يصير إلى العراق والناس خلفه وأمامه على مقدّمته رجل اسمه عقيل وعلى ساقته رجل اسمه الحارث فيلحقه رجل من أولاد الحسن في اثني عشر ألف فارس ويقول : يا ابن العمّ أنا أحقّ منك بهذا الأمر لأنّي من ولد الحسن وهو أكبر من الحسين فيقول المهدي : إنّي أنا المهدي فيقول له : هل عندك آية أو معجزة أو علامة فينظر المهدي إلى طير في الهواء فيومي إليه فيسقط في كفّه فينطق بقدرة الله تعالى ويشهد له بالإمامة ثمّ يغرس قضيبا يابسا في بقعة من الأرض ليس فيها ماء فيخضرّ ويورق ويأخذ جلمودا كان في الأرض من الصخر فيفركه بيده ويعجنه مثل الشمع فيقول الحسني : الأمر لك فيسلم وتسلم جنوده ويكون على مقدّمته رجل اسمه كاسمه ثمّ يسير حتّى يفتح خراسان ثمّ يرجع إلى مدينة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيسمع بخبره جميع الناس فتطيعه أهل اليمن وأهل الحجاز وتخالفه ثقيف. ثمّ إنّه يسير إلى