دمائهم أيّاما وتساق سباياهم فلا يجدون لهم عصاما ، ثمّ تسير منهم جبابرة مارقين وتحلّ البلاء بقرية فارقين وستهدم حصون الشامات وتطوف ببلادها الآفات فلا يسلم إلّا دمشق ونواحيها ويراق الدماء بمشارقها وأعاليها ثمّ يدخلون بعلبك بالأمان وتحلّ البلايات البلية في نواحي لبنان فكم من قتيل يقطر الأغوار وكم من أسير ذليل من قرى الطومار فهنالك تسمح الأعوال وتصحب الأهوال فإذا لا تطول لهم.
أنا مفضال الفضيلة أنا طود الأطواد أنا جود الأجواد أنا عيبة العلم أنا آية المدّة حتّى تخلق من أمرهم الجدة فإذا أتاهم الحين الأوجر وثبت عليهم التعدّد الأقطر (١) بجيشه الململم المكرّر وهو رابع العلوج المستقر (٢) المظفر (٣) ونوائب القدر بجيش يلملمه الطمع ويلهبه فيسوقهم سوق الهيمان ويمكث شياطينهم بأرض كنعان ويقتل جيوشهم العفف (٤) ويحلّ بجمعهم التلف فيتلاءم منهم عقيب الشتات من ملك (٥) النجاة إلى الفرات فيثيرون الواقعة الثانية ، إذ لا مناص وهي الفاصلة المهولة قبل المغاص فيعذّبهم على الإسلام الكثرة فهنالك تحل بهم الكرة (٦) فيقصدون الجزيرة والخصباء ويخربون بعد عودهم الحدباء ثمّ يظهر الجريء الحالك (٧) من البصرة في شرذمة من بني غمرة يقدمهم إلى الشام وهو مدحش فيتابعه على الخديعة الأرعش ثمّ يصحبه بالجيش العرمرم إلى عرصه ، فما أسرع ما يسلمه بعد فتنته فيروم الجري إلى العراق ليتبدّل غليله من الإشراق فيهلكه الهلاك بالأنبار قبل مرامه ، ويغيض على أهلها السقام من فضول سقامه وستنظر العيون إلى الغلام الأسمر الدعاب حين تجنح به جنوح الارتياب ، يلقب بالحاكم ويسجن بالعلائم بعد ألفة العرب وإرسال حثيث الطلب مقارنة الدمار من بين صحاري الأنبار ، وكأنّي اشاهد الأرعش وقد قلده الأمر وأطال حجّته ليلة الدهر بعد اختلاف أرباب الوعود وذلك خلف موافق المقصود وعلق علائق ناكثات (٨) ليشوبها الكدر ويؤاتيها القدر ، فيا شرّاه من بلية في برهته وزهو أمانيّه
__________________
(١) في بعض النسخ : العقد والأفطر.
(٢) في بعض النسخ زيادة : بكنية.
(٣) في بعض النسخ : عليه كتابة المظفر بكنيته.
(٤) العفف وقيل العفعف : ثمر الطلح. (كتاب العين : ١ / ٩٢).
(٥) في بعض النسخ : فلك.
(٦) في بعض النسخ : الكسرة.
(٧) في بعض النسخ : الحالكة شديدة السواد في المجمع.
(٨) في بعض النسخ : باكيات.