بأن قال : الحمد لله بارئ النسم وذارئ الامم والصلاة على الاسم الأعظم والنور الأقوم ثمّ قال : سلوني عن طرق السماء فإنّي أعلم بها من طرق الأرض سلوني قبل أن تفقدوني فإنّ بين جنبي علوما كثيرة كالبحار الزواخر فنهض إليه الرسخة من العلماء والمهرة من الحكماء وأحدق به الكمّل من الأولياء والندر من الأصفياء يقبّلون مواطئ قدميه ويقسمون بالاسم الأعظم عليه بأن يتمّم كلامه ويكمل نظامه فقال عزّ الراسخين ونور العارفين الإمام الهمام الغالب علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه ، أبتر المضمار وجرت الأقدار ونفث القلم ووعدت الامم وحكم الخالق ورشق الراشق وحقّقت الظنون وفتن المفتون بما أن سيكون ، ألا وإنّه سيحبط بالزوراء علج من بني قنطور بأشرار وأي أشرار وكفّار وأيّ كفّار قد سلبت الرحمة من قلوبهم وكلفهم الأمل إلى مطلوبهم فيقتلون الأبله ويأسرون الأكمه ويذبحون الأبناء ويستحلّون النساء ويطلبون بني شداد وبني هاشم ليسوق (١) معهم سوق الغنائم وتستضعف فتنتهم الإسلام وتحرق نارهم الشام ، فواها لحلب من حصارهم وواها لخرابها بعد ديارهم وسترد الظلباء (٢) من دمائهم أيّاما وتساق سباياهم فلن يجدوا لهن عصاما وسيهدون حصون الشامات ويطيفون ببلادها الآفات فلم يبق إلّا دمشق ونواحيها وتراق الدماء بمشارقها وأعاليها ثمّ يدخلونها وبعلبك بالأمان وتحل البدايات بنواحي لبنان ، فكم من قتيل بالقفر وأسير بجانب النهر فهناك تسمع الأعوال وتصحب الأهوال فإذا لا تطول لهم المدّة حتّى يخلق من أمرهم الجدة فإذا هزمهم الجنين الأوجر وثب عليهم التعدّد الأقطر وهو رابع العلوج المنفر عليه كتابة المظفر تحس بالهمة الطمع ويغلقه المبلع فيسوقهم سوق الهجان وينكص شياطينهم بأرض كنعان ويقتل عبوسهم الفقف ويحل بجميعهم التلف فيجتمعون عقيب الشتات من فلك النجاة إلى الفرات فيسيرون الواقعة إذ لا مناص وهي الفاصلة المهولة قبل العاص فيغويهم على الإسلام الكثرة فهنالك يحلّ لهم الكسرة فيقصدون الجزيرة والخصباء ويخربون بعد فتكهم الجدباء ثمّ يظهر الجريء الهالك من البصرة بشر ذمة عرب من بني عمرة يقدمهم إلى الشام وهو مدهش فيبايعه على الخديعة الأرعش وسيصحبه في المسير إلى غوطته فما أسرع ما يسلمه بعد ورطته ثمّ يأمر المجري أن يروم إلى العراق مراما ليبل من علّته بها أواما فيدركه الهلاك بلا سار دون مرامه ويحل
__________________
(١) في بعض النسخ : ليساقوا.
(٢) في بعض النسخ : وستروى الظباء.