بأهله التلف دون سقامه وستنظر العيون إلى الغلاب الأسمر اللعاب حين يجنح به جنوح الارتياب يلقب بالحكم سيجيء بالعلم بعد ألفة العرب وحثيث الطلب ، فكأنّي أنظر إلى الأرعش وقد هلك وولده الحدث الأبرص وقد ملك فلا تطول مدّته (١) أكثر من ساعة فما هذه الشناعة ويقتل مدرب الجميل الأحمر بعد أن يسجن الأسمر عند وصول رسل المغاربة إليه ومثولهم بين يديه ثمّ يخرج الهمام فيصلّي بالناس إمام ثم يقتل بعد برهة من الزمان بين الخدام والخلّان فعندها يخرج من المغرب أناس على شهب الخيول بالمزامير والأعلام والطبول فيملكون البلاد ويقتلون العباد ، ثمّ يخرج من السجن غلام يفني عددهم ويأسر حددهم ويهزمهم إلى البيت المقدس ويرجع منصورا مريدا محبورا ، فيوافي مصر وقد نقص نيلها وقلّ نيلها ويبست أشجارها وعدمت ثمارها فيظهر عند ذلك صاحب الراية المحمّدية والدولة الأحمدية القائم بالسيف الحال الصادق في المقال يمهد الأرض ويحيي السنّة والفرض سيكون ذلك بعد ألف ومائة وأربع وثمانين سنة من سني الفترة بعد الهجرة ، ثمّ قال : أيّها المحجوب عن شأني والغافل عن حالي إنّ للعجائب آثار خواطري والغرائب أسرار ضمائري لأنّي قد خرقت الحجاب وأظهرت العجاب وأتيت باللباب ونطقت بالصواب وفتحت خزائن الغيوب وفتقت دفائن القلوب وكثرت لطائف المعارف ودمرت عوارف اللطائف فطوبى لمن استمسك بعروة هذا الكلام وصلّى خلف هذا الإمام ، فإنّه يقف على معاني الكتاب المسطور والرق المنشور ثمّ يدخل إلى البيت المعمور والبحر المسجور ثمّ أنشد شعرا :
لقد حزت علم الأوّلين وإنني |
|
ضنين بعلم الآخرين كتوم |
وكاشف أسرار الغيوب بأسرها |
|
وعندي حديث حادث وقديم |
وإني لقيّوم على كلّ قيّم |
|
محيط بكل العالمين عليم |
ثمّ قال : لو شئت لأوقرت من تفسير فاتحة الكتاب سبعين بعيرا (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) (٢) كلمات خفيّات الأسرار وعبارات جليات الآثار وينابيع عوارف القلوب من مشكاة لطائف الغيوب ، لمحات العواقب كالنجوم الثواقب ، نهاية الفهوم بداية العلوم ، الحكمة ضالّة كلّ حكيم ، سبحان القديم ، يفتح الكتاب ويقرأ الجواب. يا أبا العبّاس أنت إمام الناس ، سبحان
__________________
(١) في بعض النسخ : مدّة ملكه.
(٢) سورة ق : ١.