منهم مائة ألف دينار ومائتا رأس ما بين جارية وغلام (١).
وعن الكتاب المزبور عن ابن مسعود عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : يكون بين الروم وبين المسلمين هدنة وصلح يقاتلون معهم عدوّا لهم فيقاسمونهم غنائمهم. ثمّ إنّ الروم يغزون مع المسلمين فارسين فيقتلون مقاتليهم ويسبون ذراريهم فيقول الروم : قاسمونا الغنائم كما قاسمناكم فيقاسمونهم الأموال وذراري الشرك فيقولون : قاسمونا ما أصبتم من ذراريكم فيقولون لا نقاسمكم ذراري المسلمين أبدا فيقولون : غدرتم ثمّ ترجع الروم إلى صاحبهم بالقسطنطينة فيقولون ، العرب غدرت بنا ونحن أكثرهم عدّة وأشدّ منهم قوّة فأمرنا نقاتلهم ، وقد كان لهم الغلبة في طول الدهر علينا ، فيأتون صاحب رومية فيخبرونه بذلك فيتوجّهون بثمانين راية تحت كل راية اثنا عشر ألفا في البحر فيقولون إذا أرسيتم بسواحل الشام فأحرقوا المراكب لتقاتلوا على أنفسكم فيفعلون ذلك ويأخذون أرض الشام برّها وبحرها ما خلا مدينة دمشق والمفتق ويخربون بيت المقدس.
قال : فقال ابن مسعود : وكم تسع دمشق من المسلمين؟ فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : تتسعنّ على من يأتيها من المسلمين كما تسع الرحم على الولد ، قال : قلت : وما المفتق يا نبي الله؟ قال : جبل من أرض الشام من حمص على نهر يقال له الأرنط فيكون ذراري المسلمين في أعلى المفتق والمسلمون على نهر الأرنط والمشركون خلف نهر الأرنط يقاتلونهم مساء وصباحا فإذا نظر ذلك صاحب القسطنطينة وجّه في البر إلى قنسرين ثلاثمائة ألف حتّى يجيئهم مادة اليمن سبعون ألفا ألف الله بين قلوبهم بالإيمان فيهزمونهم من جند إلى جند حتّى يأتوا قنسرين ويجيئهم مادة الموالي ، فقلت : يا رسول الله من هم؟
قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : عتقاؤكم وهم منكم ، قوم من فارس فيقولون : يا معاشر العرب لا نكون مع أحد من الفريقين ، وتجتمع كلمتهم فيقاتل نزار يوما واليمن يوما والموالي يوما فيخرجون الروم إلى العمق فيقاتلونهم فيرفع الله نصره على العسكرين وينزل حصره عليهما حتّى يقتل من المسلمين الثلث ويفرّ الثلث ويبقى الثلث ، فأمّا الذين يقتلون من المسلمين فشهيدهم كعشرة من شهداء بدر ويشفع الواحد من الشهداء بسبعين ملاحم وشهيد الملاحم يشفع في سبعمائة ، وأمّا الثلث الذي يفرّون فإنّهم يتفرّقون ثلاثة أثلاث ثلث يلحق الروم ويقولون : لو
__________________
(١) عقد الدرر : ١٣٥ في فتوحاته وسيرته ـ الفصل الأوّل.