لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (١).
وفي التفسير أنّه صنع من الطين كهيئة الخفاش فنفخ فصار طائرا ، وأحيى الموتى أحيى أربعة أنفس عاذر وكان صديقا له وكان قد مات منه ثلاثة أيام فقال لاخته انطلقي بنا إلى قبره ثمّ قال : اللهمّ ربّ السماوات السبع وربّ الأرضين السبع إنّك أرسلتني إلى بني إسرائيل أدعوهم إلى دينك وأخبرهم بأني احيي الموتى فأحي عاذر فخرج من قبره وبقي وولد له ، وابن العجوز مرّ به ميّتا على سريره فدعا الله عيسى فجلس على سريره ونزل من أعناق الرجال ولبس ثيابه ورجع إلى أهله وبقي وولد له ، وابنة قيل : أتحييها وقد ماتت أمس؟ فدعا الله فعاشت وبقيت وولدت ، وسام بن نوح دعا عليه باسم الله الأعظم فخرج من قبره فشاب نصف رأسه فقال : قد قامت القيامة؟ قال : لا ، ولكنّي دعوتك باسم الله الأعظم قال : ولم تكونوا تشيبون في ذلك الزمان ، لأنّ سام بن نوح عاش خمسمائة سنة وهو شاب ثمّ قال له : مت قال : بشرط أن يعيذني الله من سكرات الموت فدعا الله ففعل (٢).
الآية الثامنة : قوله تعالى : (وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتى بِإِذْنِي) (٣) الآية في الدمعة عن أمالي الصدوق عن ابن عبّاس قال : لما مضى بعيسى ثلاثون سنة بعثه الله عزوجل إلى بني إسرائيل فلقيه إبليس لعنه الله على عقبة بيت المقدس وهي عقبة أفيق فقال له : يا عيسى أنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنّك تكونت من غير أب؟
قال : بل العظمة لله ، كوّنني وكذلك كوّن آدم وحوّاء ، قال إبليس : يا عيسى فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنّك تكلّمت في المهد صبيا؟ قال عيسى : يا إبليس بل العظمة للذي أنطقني في صغري ولو شاء لأبكمني ، قال إبليس : فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنّك تخلق من الطين كهيئة الطير فتنفخ فيه فيصير طيرا؟
قال عيسى : بل العظمة للذي خلقني وخلق ما سخّر لي ، قال إبليس : فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنّك تشفي المرضى؟ قال عيسى : بل العظمة للذي بإذنه أشفيهم وإذا شاء أمرضني ، قال إبليس : فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنّك تحيي الموتى؟ قال عيسى : بل العظمة للذي بإذنه احييهم ولا بدّ أن يميت ما أحييت ويميتني ... الحديث (٤).
__________________
(١) سورة آل عمران : ٤٩.
(٢) نور البراهين : ١ / ٥١١ بتفاوت.
(٣) سورة المائدة : ١١٠.
(٤) أمالي الصدوق : ٢٧٢ ح ٣٠٠ مجلس ٣٧.