الآية التاسعة : قوله تعالى عليهمالسلام (وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ)(١).
في الدمعة عن تأويل الآيات الظاهرة عن جابر بن عبد الله رضياللهعنه قال : رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام وهو خارج من الكوفة فتبعته من ورائه حتّى إذا صار إلى جبانة اليهود فوقف في وسطها ونادى : يا يهود فأجابوه من جوف القبور ، لبيك لبيك ملطايخ يعنون بذلك يا سيدنا فقال : كيف ترون العذاب؟ فقالوا : بعصياننا لك كهارون فنحن ومن عصاك في العذاب إلى يوم القيامة ، ثمّ صاح صيحة كادت السماوات أن ينقلبن فوقعت مغشيا على وجهي من هول ما رأيت ، فلمّا أفقت رأيت أمير المؤمنين عليهالسلام على سرير من ياقوتة حمراء على رأسه إكليل من الجوهر وعليه حلل خضر وصفر ووجهه كدارة القمر ، فقلت : يا سيدي هذا ملك عظيم ، قال عليهالسلام : نعم يا جابر إنّ ملكنا أعظم من ملك سليمان بن داود وسلطاننا أعظم من سلطانه ، ثمّ رجع ودخلنا الكوفة ودخلت خلفه إلى المسجد فجعل يخطو خطوات وهو يقول : لا والله لا فعلت ، لا والله لا كان ذلك أبدا ، فقلت : يا مولاي لمن تكلّم؟ ولمن تخاطب وليس أرى أحدا؟ فقال : يا جابر كشف لي عن برهوت فرأيت سنبوبة (٢) وحبتر وهما يعذّبان في جوف تابوت في برهوت فنادياني : يا أبا الحسن يا أمير المؤمنين ردّنا إلى الدنيا نقرّ بفضلك ونقرّ بالولاية لك ، فقلت : لا والله لا كان ذلك أبدا ثمّ قرأ هذه الآية (وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ).
يا جابر وما أحد خالف وصيّ نبي إلّا حشره الله يتكبكب في عرصات القيامة (٣).
الآية العاشرة : قوله تعالى : (وَلَمَّا جاءَ مُوسى لِمِيقاتِنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ)
إلى قوله : (سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) (٤) ذكر تفسيره في العيون والتوحيد والبحار : أحيى الله بني إسرائيل بعد أن ردّ الله روح موسى وأفاق وقال (سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) (٥).
الآية الحادية عشرة : قوله تعالى : (وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ
__________________
(١) سورة الأنعام : ٢٨.
(٢) سنبوبة بالسين المهملة والنون والباء الموحّدة سوء الخلق في سرعة والغضب وهو الثاني والحبتر بالحاء المهملة والباء الموحّدة الثعلب وهو الأوّل.
(٣) تأويل الآيات : ١ / ١٦٣.
(٤) سورة الأعراف : ١٤٣.
(٥) كفاية الأثر : ٢٦٢.