الأنبياء (١).
الآية الرابعة عشرة : قوله تعالى : (وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ) (٢) وشرح حاله عليهالسلام معروف ومشهور ، وفي المجمع والبحار والكافي وغيرها مكشوف ، وإحياء أهله وولده مذكور فمن أراد فليطلب في محلّه (٣).
الآية الخامسة عشرة : قوله تعالى : (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ) (٤) والقرية انطاكية والمرسلون رسل عيسى إلى أهلها بعثهم دعاة إلى الحق وكانوا عبدة أوثان أرسل إليهم اثنين ، فلمّا قربا من المدينة رأيا شيخا يرعى غنيمات وهو حبيب نجار صاحب يس فسألهما فأخبراه فقال : أمعكما آية؟ فقالا : نشفي المريض ونبرئ الاكمه والأبرص ، وكان له ولد مريض سنتين فمسحاه فقام وآمن حبيب وفشا الخبر فشفي على أيديهما خلق ورقي حديثهما إلى الملك ، وقال لهما : ألنا إله سوى آلهتنا؟
قالا : نعم من أوجدك وآلهتك فقال : قوما حتّى أنظر في أمركما فتبعهما الناس وضربوهما وقيل حبسا ثمّ بعث عيسى شمعون فدخل متنكّرا وعاشر حاشية الملك حتّى استأنسوا به ورفعوا خبره إلى الملك فأنس به فقال له ذات يوم : بلغني أنّك حبست رجلين فهل سمعت ما يقولانه؟ قال : لا حال الغضب بيني وبين ذلك فدعاهما فقال شمعون : من أرسلكما؟ قالا : الله الذي خلق كلّ شيء وليس له شريك فقال : صفاه وأوجزا قالا : يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد قال : وما آتاكما؟
قالا : ما يتمنّى الملك فدعا بغلام مطموس العين فدعوا الله حتّى انشق له بصر وأخذا بندقتين فوضعاهما في حدقتيه فكانتا مقلتين ينظر بهما فقال له شمعون : أرأيت لو سألت إلهك حتّى يصنع مثل هذا فيكون لك وله الشرف؟ فقال : ليس عندك سرّ إنّ إلهنا لا يبصر ولا يسمع ولا يضرّ ولا ينفع وكان شمعون يدخل معهم الصنم فيصلّي ويتضرّع ويحسبون انّه منهم ثمّ قال : إن قدر إلهكم على إحياء ميّت آمنا به فدعوا لغلام مات من سبعة أيّام فقام وقال : إنّي ادخلت في سبعة أودية من النار وأنا أحذّركم ما أنتم فيه فآمنوا وقال : فتحت
__________________
(١) قصص الأنبياء للجزائري : ١٥٤ الباب الثامن.
(٢) سورة الأنبياء : ٨٤.
(٣) معاني الأخبار : ٢٠٧ ، وقصص الأنبياء : ١٥٤.
(٤) سورة يس : ١٤.