أبواب السماء فرأيت شابّا حسن الوجه يشفع لهؤلاء الثلاثة قال الملك : ومن هم؟
قال : شمعون وهذان فتعجّب الملك ، فلمّا رأى شمعون أنّ قوله قد أثّر فيه نصحه فآمن وآمن قومه ، ومن لم يؤمن صاح عليهم جبرائيل فهلكوا. وفي تفسير علي بن إبراهيم ذلك باختلاف يسير (١).
الآية السادسة عشرة : قوله تعالى : (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ فَاللهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتى) إلى قوله جل ذكره : (وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) (٢) وعن البحار وفي تفسير البرهان أنّ جماعة من اليمن أتوا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالوا : نحن من بقايا الملل المتقدّمة من آل نوح وكان لنبيّنا وصي اسمه سام وأخبر في كتابه أنّ لكل نبي معجزا وله وصي يقوم مقامه فمن وصيّك؟ فأشار عليه وآله السلام بيده نحو علي عليهالسلام ، فقالوا : يا محمّد إن سألناه أن يرينا سام بن نوح فيفعل ، فقال : نعم بإذن الله وقال : يا علي قم معهم إلى داخل المسجد واضرب برجلك الأرض عند المحراب فذهب علي عليهالسلام وبأيديهم صحف إلى أن دخل المسجد فصلّى ركعتين ثمّ قام وضرب برجله الأرض فانشقّت الأرض وظهر لحد وتابوت فقام من التابوت شيخ يتلألأ وجهه مثل القمر ليلة البدر وينفض التراب عن رأسه وله لحية إلى سرّته وصلّى على علي وقال : أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله سيّد المرسلين وأنّك علي وصيّ محمّد ، سيّد الوصيّين وأنا سام بن نوح فنشروا أولئك صحفهم فوجدوه كما وصفوه في الصحف ثمّ قالوا : نريد أن يقرأ من صحفه سورة فأخذ في قراءته حتّى تمّم السورة ثمّ سلم على علي عليهالسلام ونام كما كان فانضمّت الأرض وقالوا بأسرهم : إنّ الدين عند الله الإسلام وآمنوا وأنزل الله (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ) (٣).
الآية السابعة عشرة : قوله تعالى : (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ) (٤).
عن الكافي عن أبي الربيع قال : حججنا مع أبي جعفر عليهالسلام في السنة التي كان حجّ فيها هشام بن عبد الملك وكان معه نافع مولى عمر بن الخطّاب إلى أن قال : فجاء نافع حتّى اتكأ
__________________
(١) بحار الأنوار عن الثعلبي : ١٤ / ٢٦٦ ومجمع البيان : ٨ / ٢٦٥.
(٢) سورة الشورى : ٩ ـ ١٠.
(٣) بحار الأنوار : ٤١ / ٢١٢ عن مناقب آل أبي طالب : ١ / ٤٧٢ ـ ٤٧٤.
(٤) سورة الزخرف : ٤٥.