الخبر التاسع : في الدمعة عن أبي الحسن علي بن محمد الهادي عليهالسلام أنّه قال للمتوكّل:اعلم أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لمّا حجّ حجّة الوداع فنزل بالأبطح بعد فتح مكّة فلمّا جنّ عليه الليل أتى القبور قبور بني هاشم وقد ذكر أباه وأمّه وعمّه أبا طالب عليهالسلام فدخله حزن عظيم عليهم ورقد فأوحى الله إليه : إنّ الجنّة محرّمة على من أشرك بي وإنّي أعطيك يا محمّد ما لم أعطه أحدا غيرك فادع أباك وأمّك وعمّك فإنّهم يجيبونك ويخرجون من قبورهم أحياء لم يمسّهم عذابي لكرامتك عليّ فادعهم إلى الإيمان بالله وإلى رسالتك وموالاة أخيك علي والأوصياء منه إلى يوم القيامة فيجيبونك ويؤمنون بك فأهب لك كلّ ما سألت وأجعلهم ملوك الجنّة كرامة لك يا محمّد ، فرجع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى أمير المؤمنين عليهالسلام فقال له : قم يا أبا الحسن فقد أعطاني ربّي هذه الليلة ما لم يعطه أحدا من خلقه في أبي وأمّي وأبيك عمّي ، وحدّثه بما أوحى الله إليه وخاطبه به وأخذ بيده وصار إلى قبورهم ودعاهم إلى الإيمان بالله وبرسوله وبأمير المؤمنين والأئمّة منه واحدا بعد واحد إلى يوم القيامة ، فقال لهم رسول الله : عودوا إلى الله ربّكم وإلى الجنّة فقد جعلكم الله ملوكها فعادوا إلى قبورهم صلوات الله عليهم ... الخبر ، كذا في تفسير علي بن إبراهيم باختلاف يسير (١).
الخبر العاشر : عن الخرائج كان لبعض الأنصار عناق فذبحها وقال لأهله اطبخوا بعضا واشووا بعضا فلعل رسولنا يشرفنا ويحضر بيتنا الليلة ويفطر عندنا وخرج إلى المسجد وكان له ابنان صغيران وكانا يريان أنّ أباهما يذبح العناق فقال أحدهما للآخر : تعال حتّى أذبحك فأخذ السكين فذبحه ، فلمّا رأتهما الوالدة صاحت فعدا الذابح وهرب فوقع من الغرفة فمات فسترتهما وطبخت وهيّأت الطعام ، فلمّا دخل النبي دار الأنصاري نزل جبرئيل وقال:يا رسول الله استحضر ولديه فخرج أبوهما يطلبهما ، فقالت والدتهما : ليسا حاضرين ، فرجع إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأخبره بغيبتهما فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا بدّ من إحضارهما فخرج إلى أمّهما فأطلعته على حالهما فأخذهما إلى مجلس النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فدعا الله فأحياهما وعاشا سنين(٢).
الخبر الحادي عشر : في الدمعة عن ميثم التمّار أن أعرابيا دخل على أمير المؤمنين عليهالسلام فقال إنّي رسول إليك من ستّين ألف رجل يقال لهم العقيمة وقد حملوا معي ميتا مذ مدّة
__________________
(١) مدينة المعاجز : ٧ / ٥٣٦ والهداية الكبرى : ٦٥ وحلية الأبرار : ٢ / ٤٦٠.
(٢) الخرائج والجرائح : ٩٢٧ بتفاوت.