لهم التمكين التام فيما مضى بالبداهة لغلبة الظالمين والمنافقين فدار الأمر بين أن يخلف وعده أو ينجزه ، لا سبيل إلى الأوّل لاستلزامه الكفر فتعيّن الثاني ، ولمّا لم يحصل فيما مضى تعيّن أن يكون إنجاز هذا الوعد بالرجعة فثبت المطلوب منها وتكون نصّا في الرجعة وبه صرّح غير واحد.
وعن مناقب الطاهرين للشيخ الجليل الحسن بن علي بن محمد بن الحسن الطبري المازندراني بعد ذكر الآية أنّ من دور آدم إلى يومنا هذا لم يمكن أصلا أنّ جميع العالم يعبدون الله تعالى وليس يشركون به فعلم من هنا أنّ هذه الحال منتظرة بدليل أنّه تعالى ذكر ذلك بلفظ الاستقبال بالسين وفيه تراخ واستقبال أيضا وليس للمخالف أن يقول المراد به الخلفاء الثلاثة لأنّ في زمانهم كانت الدنيا مملوءة من الشرك وقليل من الإسلام ورسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أخبر نقلا عن كتبهم : لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يخرج رجل من ولدي يواطئ اسمه اسمي وكنيته كنيتي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما (١).
وعن الكافي عن عبد الله بن سنان قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله تعالى : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) قال : هم الأئمّة عليهمالسلام (٢).
الآية الحادية عشرة : قوله تعالى : (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) (٣) عن تأويل الآيات عن ابن عبّاس : هذه نزلت فينا وفي بني اميّة تكون لنا عليهم دولة تذلّ أعناقهم لنا بعد صعوبة ، وهوان بعد عزّ (٤).
الآية الثانية عشرة : قوله تعالى : (سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها) (٥) عن القمي : الآيات أمير المؤمنين عليهالسلام والأئمّة إذا رجعوا يعرفهم أعداؤهم إذا رأوهم في الدنيا ، انتهى(٦).
الآية الثالثة عشرة : قوله تعالى : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ
__________________
(١) مناقب أمير المؤمنين : ٢ / ١٧٣.
(٢) الكافي : ١ / ١٩٣ ح ٣.
(٣) سورة الشعراء : ٤.
(٤) تأويل الآيات : ١ / ٣٨٦ ، وبحار الأنوار : ٥٣ / ١٠٩.
(٥) سورة النمل : ٩٣.
(٦) مختصر البصائر : ٤٤ وتفسير القمّي : ١ / ٤٧٩.