أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ) (١).
عن مجمع البيان قد صحّت الرواية عن أمير المؤمنين علي عليهالسلام أنّه قال : والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لتعطفنّ الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس (٢) على ولدها ، وتلا عقيب ذلك : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ) الآية. وروى العياشي بالإسناد عن أبي الصباح الكناني قال : نظر أبو جعفر عليهالسلام إلى أبي عبد الله عليهالسلام فقال : هذا والله من الذين قال الله : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ) الآية ، انتهى (٣). وفي حديث مفضل ابن عمر المذكور سابقا عن الصادق عليهالسلام : ثمّ يظهر السيّد الأكبر محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم في أنصاره والمهاجرين إليه ومن آمن به وصدّقه واستشهد معه ويحضر مكذّبوه والشاكّون فيه والمكفّرون له والقائلون فيه : إنّه ساحر وكاهن ومجنون ومعلّم وشاعر وناطق عن الهوى ، ومن حاربه وقاتله حتّى يقتصّ منهم بالحقّ ويجازون بأفعالهم منذ وقت ظهر رسول الله إلى وقت ظهور المهدي مع إمام إمام ووقت وقت ويحق تأويل هذه الآية : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ) (٤).
قال المفضّل : قلت : يا سيدي من هامان وفرعون؟
قال عليهالسلام : الأوّل والثاني ينبشان ويحييان إلى أن قال : لكأنّي أنظر يا مفضّل إلى معاشر الأئمّة ونحن بين يدي جدّنا رسول الله نشكو إليه ما نزل بنا من الامّة بعده وما نالنا من التكذيب والردّ علينا وسبّنا ولعننا وتخويفنا بالقتل ، وقصد طواغيتهم الولاة لامورهم إيّانا من دون الامّة بترحّلنا من حرمه إلى دار ملكهم وقتلهم إيّانا بالسمّ والحبس والكيد العظيم فيبكي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ويقول : ما نزل بكم إلّا ما نزل بجدّكم قبلكم ولو علمت طواغيتهم وولاتهم أنّ الحق والهدى والإيمان والوصية في غيركم لطلبوه.
وعن البرهان عن الباقر والصادق عليهالسلام : إنّ فرعون وهامان هنا هما شخصان من جبابرة
__________________
(١) سورة القصص : ٥ ـ ٦.
(٢) الضروس : الناقة السيئة الخلق تعضّ حالبها.
(٣) مجمع البيان : ٤ / ٢٣٩ ونهج البلاغة : ٤ / ٤٧ (محمد عبده).
(٤) البحار : ٥٣ / ١٧.