عن زرارة : قلت للباقر عليهالسلام : فإنّ الله يقول (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) من قتل لم يذق الموت ، قال : لا بدّ من أن يرجع حتّى يذوق الموت (١).
وعن تفسير نور الثقلين عن أبي جعفر عليهالسلام : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) أو منشورة نزل بها على محمّد ليس أحد من هذه الامّة إلّا وينشر فأمّا المؤمنون فينشرون إلى قرّة عين ، وأمّا الفجّار فينشرون إلى خزي الله إيّاهم (٢).
الآية الخامسة : قوله تعالى : (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً) (٣) عن تفسير الكشّاف قيل : الضمير متعلق بعيسى بمعنى وإن منهم أحد إلّا ليؤمننّ بعيسى قبل موت عيسى وهم أهل الكتاب الذين يكونون في زمان نزوله ، روي أنّه ينزل من السماء في آخر الزمان فلا يبقى أحد من أهل الكتاب إلّا ليؤمننّ به حتّى تكون الملّة واحدة فهي ملّة الإسلام ويهلك الله في زمانه المسيح الدجّال وتقع الأمنة حتّى ترتع الأسود مع الإبل والنسور مع البقر والذئاب مع الغنم ويلعب الصبيان بالحيات ويلبث في الأرض أربعين سنة ثمّ يتوفّى ويصلّي عليه المسلمون ويدفنونه (٤).
وعن تفسير علي بن إبراهيم عن شهر بن حوشب قال : قال لي الحجّاج : يا شهر آية في كتاب الله قد أعيتني فقلت : أيها الأمير أيّة آية؟ فقال : قوله (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) والله انّي لآمر اليهودي والنصراني فيضرب (٥) عنقه ثمّ أرمقه بعيني فما أراه يحرّك شفتيه حتّى يخمد ، فقلت : أصلح الله الأمير ليس على ما تأوّلت قال : كيف هو؟ قلت : إنّ عيسى عليهالسلام ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا فلا يبقى أهل ملّة ، يهودي ولا غيره إلّا آمن قبل موته ويصلّي خلف المهدي ، قال : ويحك أنّى لك هذا ومن أين جئت؟ فقلت : حدّثني به محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهالسلام فقال: جئت بها والله من عين صافية (٦).
الآية السادسة : قوله تعالى : (وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ)(٧)في
__________________
(١) تفسير كنز الدقائق : ٢ / ٢٤٩ وتفسير العياشي : ١ / ٢٠٢.
(٢) تفسير كنز الدقائق : ٢ / ٣٠٥.
(٣) سورة النساء : ١٥٩.
(٤) تفسير كنز الدقائق : ٢ / ٦٧٩ ، وقصص الأنبياء لابن كثير : ٢ / ٤٦٧ بتفاوت.
(٥) في بعض النسخ : فأضرب.
(٦) تفسير القمي : ١ / ١٥٨.
(٧) سورة الأعراف : ١٥٩.