عليه مات المنتصر وخرج السفّاح إلى الدنيا غضبا للمنتصر فيقتل كلّ عدوّ لنا يا جابر ويملك الأرض كلّها ويصلح الله له أمره ويعيش ثلاثمائة سنة ويزداد تسعا ، ثم قال أبو جعفر : يا جابر هل تدري من المنتصر والسفّاح؟ يا جابر المنتصر الحسين عليهالسلام والسفّاح أمير المؤمنين عليهالسلام (١).
زهرة اخرى : عن السيّد ابن طاوس رحمهالله في الطرائف عن مسلم في صحيحه سمعت جابرا يقول : عندي سبعون ألف حديث عن أبي جعفر محمد الباقر عليهالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم تركوها كلّها ، ثمّ ذكر مسلم في صحيحه بإسناده إلى محمد بن عمر الرازي قال : سمعت حريز يقول : لقيت جابر بن يزيد الجعفي فلم أكتب عنه لأنه كان يؤمن بالرجعة (٢).
انظر رحمك الله كيف حرموا أنفسهم الانتفاع برواية سبعين ألف حديث عن نبيّهم برواية أبي جعفر عليهالسلام الذي هو من أعيان أهل بيته الذين أمرهم بالتمسّك بهم. ثمّ وإنّ أكثر المسلمين أو كلّهم قد رووا إحياء الأموات في الدنيا وحديث إحياء الله الأموات في القبور للمسألة وروايتهم عن أصحاب الكهف ، وهذا كتابهم يتضمّن (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ) (٣) والسبعون الذين أصابتهم الصاعقة مع موسى وحديث العزير ومن أحياه عيسى ابن مريم ، وصافي الكشاف من الزمخشري ، وحديث ذي القرنين وسأل ابن الكوّاء أملك أم نبي؟ فقال : ليس بملك ولا نبي لكن كان عبدا صالحا ضرب على قرنه [الأيمن] في طاعة الله فمات ثمّ بعثه الله فضرب على قرنه الأيسر فمات فبعثه الله فسمّي ذا القرنين (٤).
أقول : بعد ما أوردنا من طرق الفريقين (٥) في إثبات الرجعة ووقوعها للامم السابقة وهذه الامّة لا يكاد يتيسّر إنكارها لأحد ، بل إنكارها يكون من المكابرات الصرفة والعناد المحض
__________________
(١) تفسير العياشي : ٢ / ٣٥٣.
(٢) الطرائف : ١ / ٢٧٥ ط. الأعلمي بتحقيقنا وصحيح مسلم بشرح النووي : ١ / ٦٠ ح ٥٢.
(٣) سورة البقرة : ٢٤٣.
(٤) كتاب السنّة : ٥٨٣ ح ١٣١٨ وسعد السعود : ٦٥.
(٥) أقول : من الذين كانوا يؤمنون بالرجعة الصحابي واثلة كما ذكر ابن قتيبة في المعارف : ١٩٢ ط. مصر ذكر من تأخّر موته من الصحابة. وجابر الجعفي : لوامع الأنوار : ٢ / ١٤٧ ، وكثير عزة ، راجع عيون الأخبار لابن قتيبة : ٢ / ١٤٤ ، والمنتخب : ١٢٢ ـ ١٢٣ ، وأبو حمزة الثمالي كما ذكره الحاكم في معرفة علوم الحديث : ١٣٧ ذكر يزيد بن هارون.