الغروي تلميذ العلّامة المجلسي في شرح مشيخة الفقيه في ترجمة المتوكّل بن عمير راوي الصحيفة قال رحمهالله : إنّي كنت في أوائل البلوغ طالبا لمرضاة الله ساعيا في طلب رضاه ولم يكن لي قرار بذكره إلى أن رأيت بين النوم واليقظة أنّ صاحب الزمان صلوات الله عليه كان واقفا في الجامع القديم بأصبهان قريبا من باب الطبني الذي [هو] الآن مدرسي فسلّمت عليه وأردت أن أقبّل رجله فلم يدعني وأخذني فقبّلت يده وسألته عن مسائل قد أشكلت عليّ :
منها : إنّي كنت أوسوس في صلواتي وكنت أقول إنّها ليست كما طلبت منّي وأنا مشتغل بالقضاء ولا يمكنني صلاة الليل وسألت عنه شيخنا البهائي رحمهالله فقال : صل صلاة الظهر والعصر والمغرب بقصد صلاة الليل وكنت أفعل هكذا فسألت الحجّة (عج) : أصلّي صلاة الليل؟ فقال : صلّها ولا تفعل كالمصنوع الذي كنت تفعل ، إلى غير ذلك من المسائل التي لم يبق في بالى ثمّ قلت : يا مولاي لا يتيسّر لي أن أصل إلى خدمتك كلّ وقت فأعطني كتابا أعمل عليه دائما ، فقال (عج) : أعطيت لأجلك كتابا إلى مولانا محمد التاج وكنت أعرفه في النوم فقال : رح وخذ منه فخرجت من باب المسجد الذي كان مقابلا لوجهه إلى جانب دار البطيخ محلّة من أصفهان ، فلمّا وصلت إلى ذلك الشخص فلمّا رآني قال : بعثك الصاحب (عج) إليّ؟ قلت : نعم ، فأخرج من جيبه كتابا قديما ، فلمّا فتحته ظهر لي أنّه كتاب الدعاء فقبّلته ووضعته على عيني وانصرفت عنه متوجّها إلى الصاحب فانتبهت ولم يكن معي ذلك الكتاب فشرعت في التضرّع والبكاء والجؤار لفوت ذلك الكتاب إلى أن طلع الفجر ، فلمّا فرغت من الصلاة والتعقيب وكان في بالى أنّ مولانا محمد هو الشيخ وتسميته بالتاج لاشتهاره من بين العلماء ، فلمّا جئت إلى مدرسته وكان في جوار المسجد الجامع فرأيته مشتغلا بمقابلة الصحيفة وكان القاري السيّد صالح أمير ذو الفقار الجرفادقاني فجلست ساعة حتّى فرغ منه ، والظاهر أنّه كان في سند الصحيفة لكن للغمّ الذي كان لي لم أعرف كلامه ولا كلامهم وكنت أبكي وذهبت إلى الشيخ وقلت له رؤياي ، وكنت أبكي لفوات الكتاب فقال الشيخ : أبشر بالعلوم الإلهية والمعارف اليقينية وجميع ما كنت تطلب دائما وكان أكثر صحبتي مع الشيخ في التصوّف وكان مائلا إليه فلم يسكن قلبي وخرجت باكيا متفكّرا إلى أن ألقي في روعي أن أذهب إلى الجانب الذي ذهبت إليه في النوم ، فلمّا وصلت إلى دار البطيخ رأيت رجلا صالحا اسمه آقا حسن وكان يلقّب بتاج ، فلمّا وصلت