فاكهة ثالثة
في البحار عن الكافي عن حسن بن راشد عن أبي إبراهيم عليهالسلام يقول : لما احتفر عبد المطلب زمزم وانتهى إلى قعرها خرجت عليه من أحد جوانب البئر رائحة منتنة أقطعته وأبى أن ينثني ، وخرج ابنه الحارث عنه ثمّ حفر حتّى أمعن فوجد في قعرها عينا تخرج عليه برائحة المسك ، ثمّ احتفر فلم يحفر إلّا ذراعا حتّى تجلاه النوم فرأى رجلا طويل الباع حسن الشعر جميل الوجه جيّد الثوب طيّب الرائحة يقول : احفر تغنم وجد تسلم ولا تدخرها للمقسم ، الاسياف لغيرك والبئر لك ، أنت أعظم العرب قدرا ومنك يخرج نبيّها ووليّها والأسباط والنجباء والحكماء العلماء البصراء والسيوف لهم وليس اليوم منك ولا لك ولكن في القرن الثاني منك ، بهم يطهر الأرض ويخرج الشياطين من أقطارها ويذلّها في عزّها ويهلكها بعد قوّتها ويذلّ الأوثان ويقتل عبّادها حيث كانوا ، ثمّ يبقى بعده نسل من نسل هو أخوه ووزيره ودونه في السن وقد كان القادر على الأوثان لا يعصيه حرفا ولا يكتمه شيئا ويشاوره في كل أمر هجم عليه واستعيى (١) عنها عبد المطّلب فوجد ثلاثة عشر سيفا مسندة إلى جنبه فأخذها وأراد أن يبث (٢) فقال : وكيف ولم أبلغ الماء ثمّ حفر ولم يحفر شبرا حتّى بدا له قرن الغزال ورأسه واستخرجه ، وفيه طبع لا إله إلّا الله محمّد رسول الله علي وليّ الله فلان خليفة الله فسألته وقلت : فلان متى كان قبله أو بعده؟ قال : لم يجيء بعد وإلّا جاء شيء من أشراطه ، فخرج عبد المطّلب وقد استخرج الماء وأدرك وهو يصعد فإذا أسود له ذنب طويل يسبقه بدارا إلى فوق فضربه فقطع أكثر ذنبه ثمّ طلبه ففاته وفلان قاتله إن شاء الله ومن رأى عبد المطّلب أن يبطل الرؤيا التي رآها في البئر ويضرب السيوف مفاتيح للبيت فأتاه الله بالنوم فغشيه في حجر الكعبة فرأى ذلك الرجل بعينه وهو يقول : يا شيبة الحمد احمد ربّك فانّه سيجعلك لسان الأرض ويتبعك قريش خوفا ورهبة وطمعا ، ضع السيوف
__________________
(١) أي عجز ولم يهتد لوجهه.
(٢) أي ينشر ويذكر خبر الرؤيا فكتمه ، وفي بعض النسخ : يئب.