فأعطوه الطعام ، ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا إلّا الماء. فصنعت مثله ، فوقف بالباب يتيم فاستطعمهم ، فقال علي :
فاطمة بنت السيد الكريم |
|
بنت نبيّ ليس بالزنيم (١) |
قد جاءنا الله بذا اليتيم |
|
من يرحم الله فهو رحيم (٢) |
موعده في جنّة النعيم |
|
قد حرّم الخلد على اللئيم |
يساق في النار إلى الجحيم |
|
شرابه الصديد والحميم |
فقالت فاطمة :
إنّي لأعطيه ولا أبالي |
|
وأوثر الله على عيالي |
أمسوا جياعا وهم أشبالي |
|
أصغرهما يقتل في القتال |
بكربلاء يقتل في اغتيال |
|
للقاتل الويل مع الوبال |
تهوي به النار إلى سفال |
|
مصفّد اليدين بالأغلال |
لقوله زادت على الأكيال (٣) |
فأعطوه الطعام ، وأمسكوا يومين وليلتين لم يذوقوا شيئا إلّا الماء القراح. ففعلت في الثالث ذلك ، فوقف بالباب أسير فاستطعم ، فقال علي :
فاطمة بنت النبيّ أحمد |
|
بنت نبيّ سيّد مسوّد |
هذا أسير للنبي المهتد |
|
مكبّل في غلّه المقيّد |
__________________
(١) الزنيم : الدعيّ في النسب ، والملصق بالقوم وليس منهم ، وقيل : الموسوم بالشرّ.
(٢) في المناقب : ٢٦٩ : «من يرحم اليوم فهو رحيم».
(٣) في المناقب : ٢٦٩ : «زادت على الأكبال» ، والأكبال : القيود.