وقال ابن إسحاق : ولدت وقريش تبني الكعبة ، قال : وبنتها قبل المبعث لسبع سنين ونصف (١).
وقيل : ولدت تمام المبعث. وقيل غير ذلك (٢).
كذا نقله الجلال السيوطي عن ابن إسحاق وأقرّه ، وفيه بالنسبة لقوله : «قبل المبعث بسبع سنين ونصف» ما فيه ، بل لا يكاد يصحّ ؛ لأنّ بناء قريش للكعبة ،
__________________
الشافعي ١ : ٢٦.
هذا مع اتّفاقهم على أنّ فاطمة أصغر ولد رسول الله صلىاللهعليهوآله. قال ابن كثير في السيرة النبوية ٤ : ٦٠٧ : «ولدت ـ خديجة ـ فاطمة وكانت أصغرهم».
وقال الحافظ المزي : «والّذي تسكن إليه النفس من ذلك ، على ما توارثت به الأخبار في ترتيب بنات رسول الله صلىاللهعليهوآله : أنّ الأولى زينب ، ثمّ الثانية رقية ، ثمّ الثالثة أمّ كلثوم ، ثمّ الرابعة فاطمة» (تهذيب الكمال ٣٥ : ٢٨٤).
وقال عبد الرزاق عن ابن جريج : «قال غير واحد : كانت فاطمة أصغر بنات النبيّ صلىاللهعليهوآله وأحبّهنّ إليه وقال أبو عمر :
اختلفوا أيّتهنّ أصغر ، والّذي يسكن إليه اليقين : أنّ أكبرهنّ زينب ، ثمّ رقية ، ثمّ أم كلثوم ، ثمّ فاطمة». (الإصابة ٤ : ٣٧٧).
وقال الزبير بن بكّار : «الطاهر ولد بعد النبوّة ومات صغيرا ، ثمّ أم كلثوم ، ثمّ فاطمة». (المعجم الكبير ٢٢ : ٣٩٧ برقم ٩٨٧). فإذا كانت فاطمة أصغر أولاده صلىاللهعليهوآله أو أصغر بناته ، وقد صرّح الزبيري وغيره كما تقدّم أنّ الطاهر وأم كلثوم قد ولدا في الإسلام ، وفاطمة أصغر منهما سنّا ، بل هي أصغر أولاده صلىاللهعليهوآله ، فذلك يقتضي أنّها ولدت في الإسلام ، وهذا ما يقتضيه التدقيق في عبارات العلماء والجمع بينها.
(١) لم نعثر عليه في سيرة ابن إسحاق ، لكن نقله عنه المزي في تهذيب الكمال ٣٥ : ٢٥١ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ : ٣٣٩ برقم ١٥٢٢٢ ، والطبراني في المعجم ٢٢ : ٣٩٩ برقم ٩٩٨.
(٢) ذهبت الإمامية إلى أنّها ولدت بعد الاسلام ، وبالتحديد في السنة الخامسة للبعثة ؛ لما روي في الخبر الصحيح عن الباقر عليهالسلام ، قال حبيب السجستاني : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : «ولدت فاطمة بنت محمّد صلىاللهعليهوآله بعد مبعث رسول الله صلىاللهعليهوآله بخمس سنين ، وتوفّيت ولها ثماني عشرة سنة وخمسة وسبعون يوما». راجع الكافي ١ : ٤٥٧ حديث ١٠ ، وقال الشيخ الكليني قدسسره بعد رواية الخبر : ولدت فاطمة عليها وعلى بعلها السلام بعد مبعث رسول الله صلىاللهعليهوآله بخمس سنين.
وكذا قال ابن شهرآشوب في المناقب ٤ : ١٣٢ ، والطبرسي في تاج المواليد : ٢١ ، والأربلي في كشف الغمة ٢ : ٧٦ ، والمجلسي في البحار ٤٣ : ٧ ، وابن جرير الطبري في دلائل الإمامة : ٧٩ ، وابن الخشّاب في تاريخ مواليد الائمة : ٩.