١ ـ الحقيقة أن التسبيح الذي تثبته الآية لكل شيء ، هو : التسبيح بمعناه الحقيقي ، وقد تكرر في كلامه تعالى إثباته للسماوات والأرض ومن فيهن وما فيهن وفيها موارد لا تحتمل إلا الحقيقة .
٢ ـ التسبيح تنزيه قولي كلامي ، وحقيقة الكلام الكشف عما في الضمير بنوع من الإشارة إليه والدلالة عليه .
٣ ـ ( ما ) تطلق على عامة الموجودات ما عقل منها وما لم يعقل .
٤ ـ قال الأشاعرة : [ أن البهائم والجماد إنما يسبح الله بلسان الحال ، لا تسبيح له بلسان المقال ] ، يعني ليس له قابلية أو أدراك التسبيح .
٥ ـ ( إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ ) ، ومثله قوله تعالى : ( يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ) ١ .
٦ ـ أن التسبيح لله تعالى يمثل ظاهرة كونية تشمل كل الكائنات حسب ما أكده القرآن تُسبح له السماوات السبع والأرض ، وقال تعالى : ( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ ) ٢ .
٧ ـ أفتخر الملائكة عندما أرادوا لأنفسهم أن يكونوا خلفاء الله في الأرض : ( قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ) ٣ .
__________________
١ ـ سورة سبأ ، الآية : ١٠
٢ ـ سورة الحجر ، الآية : ٩٨
٣ ـ صفوة التفاسير : ٢ / ٧٧